بالأمس وعلى الرحلة المتوجهة من الرياض إلى جدة، ونحن بداخل الطائرة وقد ربطنا الأحزمة وأغلقنا الجوالات في انتظار الإقلاع، فإذا بنا نسمع الإعلان عن تأخر إقلاعها لظرف طارئ. علمنا فيما بعد أنه بسبب تقديم الإسعافات الأولية لامرأة أصيبت بعارض صحي، ونتيجة لذلك انتظرنا داخل الطائرة لمدة تزيد على الساعة، وكانت أبوابها قد أوشكت على الإغلاق. لا شك أن الانتظار داخل الطائرة بلا حراك يسبب ضيقا ومللا لبعض الركاب، وحقيقة ليست تلك المرة الأولى التي نواجه فيها مثل هذا الموقف، وبالطبع لن تكون الأخيرة، وهناك من يتحدث عن حدوث مثل هذا، وطول الانتظار داخل الطائرة بعدد من الرحلات، ومن المؤكد أنه استدعيت للمريضة ممرضة أو طبيبة، لا نعلم ما الذي تم ولكن بعد طول الانتظار أقلعت طائرتنا بسلام ووصلنا جدة بسلام والحمد لله. وفي الغالب إن الطائرة الواحدة أو قل إن متوسط عدد ركاب الطائرات لا يقل عن مئتي راكب وراكبة، وهذا لا شك عدد ضخم يوجب العناية بهم، ولهذا ولكي لا نهمل المريض وقد تسوء حاله أثناء الرحلة، لا بد من مباشرة السعي للنظر بحاله، بمعنى لا بد من استدعاء إن لم يكن طبيبا أو طبيبة، فعلى الأقل ممرضة أو ممرض ليقوم بما يلزم من أجل المريض، واستدعاء أي من هؤلاء سيحتاج إلى وقت حتى يصل أو تصل إلى الطائرة لفحص المريض وتقديم العلاج له، وحتى لا تسوء حالة المريض أكثر وحتى لا نطيل الانتظار داخل الطائرة، لا بد من توفر ممرض ويستحسن ممرضة على الأقل بكل طائرة، تكون من ضمن الطاقم وباسم ممرض أو ممرضة، إضافة إلى الضيافة، بمعنى يشترط عند الإعلان عن حاجة الخطوط إلى مضيفين أو مضيفات، يكون عدد منهم مؤهلا تمريضيا، ويكون له أو لها ميزة عن طاقم المضيفين والمضيفات. فهل نتوقع أن يكون لخطوطنا السبق بهذا المجال الإنساني، وتقديرا لظروف المسافرين.