الأزمات عبارة عن ظروف مؤلمة أو أحداث مهمة، أو تغييرات جذرية صعبة في الحياة، والتي يتطلب معها وجود رد فعل فوري، في حين أن الكثير يغرقون ويعانون أثناء الأزمات، ويستغرقون وقتا أطول للتعافي منها، فإن الآخرين يواجهونها بكل شجاعة وإصرار وابتسامة. لذلك كل أزمة هي إما كابوس أو منجم ذهب، أنت الذي يقرر ما الذي تريد. ينبغي للمرء أن ينظر دائما إلى الجانب الأكثر إشراقا خلال هذه الفترات العصيبة، تذكر جيدا أن الحياة كالعجلة الدوارة، تأخذك صعودا وهبوطا في كل مرة، إما أن تختار العويل أو الاستمتاع بالرحلة، اعتد على أخذ زمام المبادرة ومعرفة أين حدث الخطأ، حدد المشكلة واستنبط الإستراتيجيات المناسبة للتغلب عليها. من الضروري اتخاذ قرارات سريعة خلال المواقف الحرجة، تعلم كيفية استخدام التحوط لتقليل المخاطرة، لا تنتظر الآخرين لاتخاذ قرارات نيابة عنك، كن هادئا حتى لا تجعل الوضع أسوأ مما هو عليه، تذكر أن الشخص الهادئ يمكنه التعامل مع الأمور بشكل أفضل، لا تتردد في طلب الاستشارة في أوقات الأزمات، خاصة من أولئك الذين تثق فيهم من ذوي الخبرة. حاول ألا تتخذ قرارات مهمة أثناء تعرضك لأزمة، غالبا ما يكون إحساسنا بالحكم ضعيفا حينها، لأننا نميل إلى رؤية الأشياء بالأبيض والأسود، وبالتالي قد نتخذ قرارات غير صحيحة، من المهم أن تضع في اعتبارك أن الأزمة هي حالة مؤقتة، لذا حاول تأجيل اتخاذ أي قرارات إلى أن تنتهي تماما. من المعتاد خلال الأزمات أن تشعر بالتوتر الشديد وصعوبة في التفكير، حاول تجنب أن تتحمل أي مسؤوليات إضافية قد تسبب لك مزيدا من التوتر والإجهاد. عندما تكون قادرا على التفكير في الأمور بطريقة أكثر وضوحا وأكثر توازنا، حينها هو الوقت المناسب لاتخاذ القرارات. كن صبورا مع نفسك، قد يستغرق الأمر بعض الوقت حتى تتعود على ذلك. إن تأثير تلقي الدعم من المقربين لنا أمر لا يقدر بثمن، في بعض الأحيان يمكن أن يكون التحدث مع صديق مفيدا للغاية. إذا كنت تشعر بالإحباط حاول قضاء بعض الوقت مع الأشخاص الذين تشعر معهم بالراحة. قد ترغب في تجربة بعض تمارين الاسترخاء التي تساعدك على الشعور بالهدوء، وتتيح لك مزيدا من التحكم في مشاعرك. تذكر كيف تعاملت مع الأزمات في الماضي، تذكر أنه خلال الأزمة قد نجد صعوبة في تذكر الوقت الذي كانت فيه الأوقات جيدة، تخيل أنه في وقت ما في المستقبل ستكون الأمور جيدة مرة أخرى. علينا أن نذكر أنفسنا بأن لدينا ما يلزم للتعامل مع مثل هذه المواقف الصعبة، وأن هناك جوانب إيجابية لحياتنا، وأن الآخرين يهتمون بنا. تعلم كيفية إطلاق توتراتك وعواطفك بطريقة بناءة، قم بأشياء تستمتع بها مثل الرياضة أو المشي لمسافات طويلة، أو تناول القهوة مع صديق، أو الطبخ أو مشاهدة الأفلام وما إلى ذلك. مع الأزمة يأتي التغيير، الأزمة تجلب الفرصة للتطوير الشخصي والإبداع. من المستحيل رؤية الفرص في أزمة ما مع موقف خاطئ، يجب أن تضع عقلية المنتصر وتدرك قدرتك المتأصلة على النجاح. في كل أزمة لا تسأل عما إذا كنت تستطيع تجاوز ذلك؟ ولكن كيف يمكنك تجاوز ذلك؟ لا تقلق، فكر فقط عما يمكنك فعله، من خلال القيام بذلك، سوف تبدأ في رؤية الأفكار القادمة وإظهار إمكاناتك. تؤثر البيئة السلبية وغير الداعمة على جودة القرارات التي تتخذها، أما البيئة الإيجابية فإنها تولد الأفكار الإيجابية والأفضل لحلول ناجحة.

ختاما، تذكر: «إن تعثرت، فلا تقعد، بل قم وانطلق صعودا نحو القمة».