لا أعلم ماذا أقول لأمانة مدينة جدة ومسؤوليها الموقرين وأعضاء المجلس البلدي، سوى أنه يُقال إن لم يُفهم الدرس حين يُشرح من المرة الأولى، فلا شك أنّ في الإعادة إفادة واستزادة، لكن حين يُشرح الدرس للمرة الثالثة حتى العاشرة؛ فإعادة الإعادة تعني "الضرب في الميت حرام"!!

كلاكيت ثاني مرة:

مرّت سنة، ودرس الأربعاء الحزين في مدينة جدة العام الذي سبقنا ما يزال طازجا بما حدث ليلة الجمعة الماضية حين انهمر المطر غزيرا على رأس جدة مصاحبا ببرقه ورعده، فرغم مرور ما يزيد عن 12 شهرا، أي ما يزيد عن 365 يوما؛ لكن للآن وفيما يبدو لم يستوعب درسه مسؤولو أمانة مدينة جدة، إنهم ما زالوا مشغولين بالنظريات والتنظير والتبريرات الشفاهية مع الصحافة والمجلس البلدي الذي تحرك فجأة وسمعنا عنه فجأة مع اقتراب مواسم المطر، هكذا مجرد كلام في كلام وتنظير في تنظير، لا محاولة للنزول إلى أرض الواقع ومعالجته بشكل جاد؛ فخمس دقائق من المطر قادرة على إغراق نفق كبري الملك عبدالله في الشرفية؛ وعلى جعل سيارات أهالي جدة تغرق في الشوارع والطرق حين تمشي في أنهار من المطر؛ وعلى تكوين بحيرات يتأخر شفطها إلى أن تتحول لبيئة صالحة للحشرات والأمراض!! وما تزال المشاهد طازجة والدرس قديم والإعادة تكرر الإعادة!

كلاكيت مرة ثالثة:

أتساءل بكل صراحة: متى ستستوعب الأمانة ومسؤولوها أمانتها؟! متى سيخرجون من عباءة خطط الطوارئ المكتوبة والمقترحة في التصريحات والصحف! إلى خطط وطوارئ ممارسة فعلا لا صوتا في الشوارع والطرق والأحياء والمخططات التي عانت الغرق العام الماضي وتكرر فيها ذات السيناريو مع مطر هذا العام؛ ولولا أن أهل هذه الأحياء والمخططات ممن هم يدركون معنى (المؤمن لا يلدغ من الجحر مرتين) وباتوا ممن يرون غيمات السماء تتكوم فيبادرون بالخروج من مساكنهم حذرا المطر والموت!! لكانت خسائر السيناريو قريبة من العام الماضي!! وأكبر مثال هنا هو مخطط (أم الخير)، لماذا يتكرر فيه ذات السيناريو وذات المشاهد؟ أين إصلاحات الأمانة وخططها العلاجية التي كان ينبغي أن تفعل خلال 12 شهرا ماضية؟! نحن لا نريد خطط إنقاذ للأرواح في الحالات الطارئة نلجأ إليها كل عام! إنما نريد خطط استصلاح وعلاج وأمان تكفينا الحاجة إلى إنقاذ الأرواح المحتجزة في بيوتها من الغرق.. خططا لا تكرر ذات السيناريو.. وذات المشكلات وذات المعاناة وتؤمن لأهالي هذه المناطق والأحياء الأمان الذي ينبغي على الأمانة أن تسهر الليل لتوفره، كونها صاحبة الأمانة، وربما الرابط هنا خير شاهد على أن الدرس ما يزال طازجا.

http://www.youtube.com/watch?v=r2sP-40-kcU

كلاكيت رابع مرة:

متى نستوعب أنه (لا تسلم الجرّة في كل مرّة !)