قناة "نسمة" الفضائية - المهتمة بالشأن المغاربي- استضافت قبل يومين عددا من الإعلاميين والمثقفين للحديث عن "الثورة التونسية"، أحدهم ببرودة دم وخروج تام عن "الذوق" يتلفظ بعبارات أقل ما توصف بأنها "بذيئة"، ولا يجوز أن تقال على التلفزيون بهذه الطريقة، ومذيعة البرنامج صامتة أمام هذه "البذاءة"!
نيشان مقدم برنامج "ابشر" على قناة mbc1، جعل غادة عبدالرازق تدخل في موجة من الخجل بعد أن وصفها بأنها "مثيرة" بعبارة لا يصح نطقها لأنها تبعث على التفكير بصورة سلبية خاصة بالنسبة للمشاهد العادي الذي لا يعرف معناها الإنجليزي. هذان نموذجان فقط من المشاهد الفضائية التي لا تقدم للمشاهد هذه الأيام أية فائدة أو معلومة بل تجعله يتقزز!
أمام هذين النموذجين تظهر أهمية النظر في المحتوى لبعض البرامج خاصة الحوارية منها، ومشكلتها الدائمة في غياب الرقابة على الإعداد.
دور المحطة التلفزيونية ليس في استضافة فنان أو شخصية مشهورة سواء كانت إعلامية أو سياسية أو غيرها وإنما في حيثيات هذه الاستضافة وما يدور حولها، وللأسف فإن المشاهد دائما هو الضحية، إذا علمنا أن مثل هذه البرامج ليس لها تصنيفات عمرية محددة فالجميع يشاهدونها صغارا وكبارا، ما يحتم على الآباء والأمهات مزيدا من الرقابة.
المشكلة لا تقف عند هذا الحد، فاستمرار غياب الرقابة الذاتية في القنوات نفسها، خاصة قنوات الأفلام، وظهور عبارات على أشرطة الترجمة لا يراعى فيها الجانب الأخلاقي، يجعلنا نقف أمام معضلة حقيقية. وأستغرب تصريح مسؤول في إحدى القنوات مؤخرا عدم حاجتهم لسياسة التصنيفات العمرية الخاصة بمشاهدة المحتوى التلفزيوني.
لا بد من العمل على وضع سياسة حقيقية وواضحة عن التصنيفات العمرية التي يمكنها ولا يمكنها المشاهدة أسوة بقنوات التلفزة في كل العالم، أم أن العالم العربي وحده مستثنى من القاعدة، وفضاءه يختلف عن فضاءات الآخرين؟!