وصف عضو هيئة كبار العلماء الدكتور عبد الوهاب أبو سليمان (المبالغة في سد الذرائع) بأنها من أهم المشاكل التي يعيشها العالم الإسلامي مؤكدا أن فتح الذرائع من مظاهر التيسير في مصادر التشريع, مشيرا إلى أن فتح الذرائع كان سيساهم في الإبقاء على الكثير من الآثار الإسلامية و توعية من يسيئون التعامل معها دون القضاء على هذه الآثار.

واعتبر أبو سليمان في محاضرته "نظرية التيسير في الفقه الإسلامي" التي نظمتها الأسبوع الماضي الأمانة العامة لجائزة الأمير نايف بن عبد العزيز العالمية للسنة النبوية والدراسات الإسلامية المعاصرة بالجامعة الإسلامية، التعصب المذهبي دليلا على ضيق الأفق, مؤكدا أنه لا يجب أن يلقى بالا لبعض المقولات والتي فرغت من معانيها كمقولة (من تتبع الرخص فقد تزندق) مطالبا طلاب الفقه بقراءة كتب الأدب والاطلاع على الكتب المنحرفة لمعرفة جوانب الضعف بها.

وأكد أبو سليمان أن الوسطية أساسا و مبادئها التيسير, حيث أنها تقع بين التطرف والتساهل الكامل, واصفا تقنين الأحكام بالخطوة مباركة, ومشيرا إلى أن الراجح قديما قد يكون مرجوحا في الوقت الراهن.

وكشف أبو سليمان أنه من جملة المغالطات التي يتحدث بها البعض قولهم عن بعض الأمور إنها لا توجد في الكتاب ولا السنة، مشيرا إلى أن الرسول عليه الصلاة والسلام ترك أشياء كان يحب أن يعملها حتى لا تفرض على أمته حيث استنبط الإمام الشاطبي من السكوت على القضايا حكما سادسا وهو العفو وليس النسيان.

وتحدث أبو سليمان عن تطور الفقه الإسلامي ذاكرا عدة مباحث كمبحث تطور الفقه الإسلامي والذي شمل المضمون والشكل, بالإضافة إلى مبحث التيسير حيث أشار إلى أنه دخل في العقيدة في حالة الإكراه على تغير الدين.

وأوضح أبو سليمان أن صياغة التيسير جاءت بسبب حاجة الناس لفقه التيسير، إضافة إلى الناحية العلمية والكم العلمي من الدراسات والرسائل الجامعية القيمة.

وبين أبو سليمان أن التيسير من مظاهر مصادر التشريع في الكتاب والسنة, مشيرا إلى أن جميع المكلفين لا يخرجون من قوي وضعيف ولا يأمر القوي بالنزول للرخصة ولا الضعيف بالصعود إلى العزيمة, بالإضافة إلى مظاهر التيسير في المصالح المرسلة والعسر وعموم البلوى.

وأوضح أبو سليمان أن العرف والعادة من مظاهر التيسير مؤكدا أن القاضي يجب أن يكون من نفس البلد الذي يعمل به, ومشيرا إلى أن فقه السعة ومراعاة الخلاف من أهم مظاهر التيسير فالشريعة أعطتنا مجالا واسعا في الاختلاف, مطالبا القضاة بالأخذ بلازم القول الآخر من الأئمة الأربعة، لافتا إلى أن التلفيق وهو أخذ أيسر الأمور من كل مذهب جائز بقول أحد أئمة الشافعية والذي وصف التلفيق بأنه رحمة للأمة.

كما أشار أبو سليمان إلى وجود خمس قواعد للتيسير في الحج أولها هو أن الأفعال في الحج دائرة بين الأفضل والجواز, ذاكرا أن ما فعله الرسول صلى الله عليه وسلم هو الأفضل وغيره فاضل وما فعله الأصح وغيره صحيح , والقاعدة الثانية تأتي في التنوع التخييري في الأحكام واختلاف المذاهب واختيار الأرفق والأوفق منها في الفتيا.