حتى لو لم يكن الشيخ "محمد العريفي" وسيماً، سيكون - كما هو اليوم- نجماً تلفزيونياً، يُدعى ليعظ الناس في المحافل والمهرجانات، ويتجمهر عليه المعجبون في الأماكن العامة، رغم أنه لا يكاد يفارقك، ففي كل محطة له برنامج وفي كل يومٍ له حلقة.. على الأقل إن لم يكن نجماً ستنال برامجه نصيباً كبيراً من المشاهدة؛ لأنه يمتلك أسلوباً جميلاً ولغة فصيحة وابتسامةً لطيفة وينهل من علمٍ غزير.

وحتى لو لم تكن الإعلامية "منتهى الرمحي" جميلةً ستكون في الصف الأمامي إعلامياً؛ لأنها تمتلك مقومات النجاح من المهنية والاحترافية وأسلوب الحوار واللغة واختيار الضيوف.

جميع مؤسسات الإعلام المرئي تهتم بـ "الشكل" و"الجمال" وتستعين به لجذب المشاهد ولفت انتباهه لموادها الإعلامية، لذلك تتكاثر فيها "الجميلات"، إلا أن المؤسسات المحترفة تتجاوز شرط الجمال إذا وجدت "من" يمتلك شيئاً يجذب المشاهد كالفصاحة أو الإقناع أو المادة العلمية.. لكنها بالتأكيد لن تقبل بمن لا يمتلك شيئاً من ذلك "أحشفاً وسوء كيلة"!

بعض المؤسسات الإعلامية أصبحت ترى في البرامج الدينية عامل جذبٍ للمشاهد العربي فقط لأنها دينية، دون أن تفكر بالمضمون، أو الشكل الذي قد يغطي ضعف المضمون، وليت هذا الأمر لم يكن من الفضائية الإسلامية "اقرأ" التي لم تجد حرجاً في إنتاج وعرض برنامجٍ عن "الأخلاق" يتعاون على إعداده وتقديمه شيخان يتباريان في "التنكيت" الساذج، وسرد القصص عن بطولاتهما في الوعظ وهداية الضالين من الشباب، حتى يُخيل إليك حينها أن أحدهما هو الداعية الشهير "عبدالرحمن السميط" في أدغال أفريقيا..!

ولو لم يكن ذلك من "اقرأ" لما كتبت عنه لأنها كانت تزخر بمن يستحقون المشاهدة بدءا من مديرها جاسم المطوع ومروراً بضيوف برامجها "سلمان العودة، طارق السويدان، محمد العوضي، زغلول النجار، محمد العريفي ...".