انتهى المخرج المصري محمد حماد من مونتاج ومكساج فيلمه الروائي الثاني "أحمر باهت" الذي يأتي بعد أكثر من ثلاث سنوات على عرض فيلمه  الأول "سنترال" الذي أثار جدلا كبيرا بسبب اتهامه بالاعتماد على ألفاظ اعتبرها البعض خارجة عن الآداب العامة ورفضت عرضه بعض المراكز والجهات الثقافية.

واستغرق فيلم "أحمر باهت" عاما في كتابته وتصويره وهو يتناول موضوعا يقول عنه مخرجه إنه أحد أكثر أسرار البنات خصوصية، متوقعا أن يثير جدلا مماثلا لما أثاره فيلمه الأول الذي دار حوله نقاش طويل في مصر بين الرافضين والمؤيدين واتهم بسببه بمحاولة إشاعة الرذيلة في المجتمع.

ويدور الفيلم الجديد حول مراهقة في المرحلة الثانوية تعيش مع جدتها العجوز، وتخرج من المدرسة مع صديقاتها الطالبات وأثناء جلوسها في الحافلة يشاهدن قطعة من ملابسها الداخلية فيسخرن من ألوانها والرسومات الطفولية عليها فتقرر الفتاة أن تشتري ملابس داخلية جديدة للكبار كما أقنعتها صديقتها.

وتواجه الفتاة مشكلة من نوع آخر في المنزل مع جدتها التي تلومها على شراء الملابس زاهية الألوان خاصة الحمراء، مؤكدة لها أن هذا أمر معيب من وجهة نظر المجتمع، لأنها لا تزال صغيرة وتجبرها الجدة على غسل الملابس بمادة مبيضة مثل "الكلور" حتى تبهت ألوانها وهو ما تقوم به الفتاة مرغمة لتظهر الملابس في نهاية الفيلم باللون الأحمر الباهت.

تكلف إنتاج "أحمر باهت" 50 ألف جنيه (9 آلاف دولار) وتبرع معظم العاملين بأجورهم، لكن المخرج اضطر لاستئجار شقة في الإسكندرية وقام بتغيير ديكورها بالكامل حتى تصبح ملائمة لشخصية الفتاة، كما صور العمل في العديد من المحال التجارية بالإسكندرية وهي المدينة التي دارت فيها كل الأحداث.

ويؤكد المخرج أن الفيلم الذي كتبه محمود فرج مأخوذ عن قصة حقيقية ويقوم ببطولة الفيلم مجموعة من الوجوه الجديدة، فالبطلة الرئيسية تقوم بدورها الوجه الجديد جيداء، أما صديقتاها فهما نهى فؤاد "بطلة فيلم سنترال" ونجوى إبراهيم وتقوم بدور الجدة ليلى توفيق. وتولى التصوير معتز نوار ومحمد الشرقاوي والموسيقى لشريف الوسيمي.