بعد أن وقف على الأطلال وبكى واستبكى، هل ربط امرؤ القيس خيله في عين (أمينة رزق)؟!، تلك امرأة تمثّل بحزن!، وليس غيرها يؤكد أن العرب قبيلة (بكاء)!.

لأنها تشبه جدّاتنا فهي تخاف على كل شيء، ولذلك هي لا تخاف من الشاشة بل تخاف عليها، وفي زمن سينمائي سيئ، ظلت (أمينة رزق) تمثل حتى عامها الـ80، غير أنه لا مكان للكسل في روحها ولا في أدائها، بل ظلت تتقمص الدور كما لو كانت تمثل أمام زجاج!.

تملأ المشهد بأمومة فائضة، يُخطئ من يظن أن الفنان يكبر لينتهي، ماذا إذا عن وجهها؟، يبدو خارج احتمالات التثاؤب .

حتى هذه اللحظة، ومنذ رحيلها، لم يملأ مكان أمينة رزق السينمائي أي وجه سينمائي آخر، وحتى إن وجد من مجايليها من لازال على قيد الحياة والتمثيل، وممن قد تُسند لهم أدوار الأم، إلاّ أنهم أبعد ما يكونون عن تحقيق معادلة الأم أمينة رزق، دع عنك الممثلة أمينة رزق فهي صعبة التحقق، بل مستحيلة.

الشيء الوحيد الذي رفع من قيمة مهرجان القاهرة السينمائي الأخير، هو فقرة صغيرة وقصيرة زمنيا، قال فيها المقدم إنها فقرة تكريم رائدة السينما المصرية أمينة رزق عن مجمل أعمالها، والشيء المحزن في المهرجان، أن التكريم جاء متأخراُ لاروح فيه ولاطعم، كقطعة خبز يابسة.

مثلما تدق الريح نوافذ المنازل في (خان الخليلي)، أو أي من أحياء مصر الأخرى، كانت في فيلم (الكيت كات) تدق المعجزة!.

وفي عام (67)، كانت الهزيمة، وكانت أمينة رزق: الطائرة الوحيدة التي لم تقصفها إسرائيل!.

سيدتي الفاضلة.. ما زلنا نربط خيلنا!