طالبت المستشارة الألمانية أنجيلا ميركل بتفعيل مفاوضات التجارة الحرة المتوقفة بين دول مجلس التعاون الخليجي والاتحاد الأوروبي. وأكدت ميركل خلال لقائها أمس سيدات أعمال في جدة اهتمامها الشخصي بتسريع الاتفاقية ، معتبرة أنه "إذا لم يتم إحراز تقدم في هذه الاتفاقية فلنحولها لمتحف". بدوره قدم رئيس مجلس الغرف السعودية صالح كامل، للمستشارة الألمانية في ختام زيارتها للمملكة أمس، 10 مقترحات، لمعالجة وضع الاقتصاد العالمي، الذي وصفه بـ "اقتصاد الطمع والجشع".

وكانت ميركل التقت أمس في غرفة جدة رجال الأعمال السعوديين، وعقدت اجتماعا مغلقا قبل اللقاء المفتوح مع وزيري التجارة والمالية السعوديين، إضافة إلى رئيس مجلس الغرف صالح كامل.




 سلم رئيس مجلس الغرف السعودية صالح كامل، مستشارة جمهورية ألمانيا الاتحادية أنجيلا ميركل في ختام زيارتها للمملكة أمس، 10 مقترحات، لمعالجة وضع الاقتصاد العالمي، الذي وصفه بـ"اقتصاد الطمع والجشع" ووضعه على مسار يجعل منه اقتصادا وسطيا له قواعد تراعي، أحوال كل البشر".

 وكانت ميركل قد التقت أمس في غرفة جدة رجال الأعمال السعوديين، وعقدت اجتماعا مغلقا قبل اللقاء المفتوح مع وزيري التجارة والمالية السعوديين، إضافة إلى رئيس مجلس الغرف صالح كامل.

 وأعربت ميركل، خلال لقائها مع أصحاب وصاحبات الأعمال عن رغبتها في تفعيل مفاوضات التجارة الحرة المتوقفة بين الاتحاد الأوروبي ودول الخليج، قائلة "أقوم شخصيا بتقديم كل ما لدي من مجهود لتسريع اتفاق التجارة الحرة ، وإذا لم نحرز تقدما، فعلينا أن نرحلها إلى المتحف".

 وأكدت ميركل ، التي بدأت جولة خليجية الاثنين الماضي من أبو ظبي، على متانة اقتصاد بلادها وتواجده على الخارطة الاقتصادية العالمية، كخامس أقوى اقتصاد عالمي خلال العقد الأول من القرن الحالي، والأول في أوروبا، من جانب الصادرات إلى الأسواق العالمية.

 وقالت في حديثها أمام رجال الأعمال، "ما زلنا نكافح تبعات الأزمة المالية العالمية، وعلينا أن نحد من آثار الأزمة في المستقبل، خصوصا أننا جميعاً أعضاء في مجموعة العشرين، لنوطد أعمالنا لمواجهة مثل هذه الأزمة في المستقبل".

 وحول تراجع "اليورو" بفعل الأزمة المالية الأوروبية التي تتوقف كثيراً للحديث عنها خلال لقائها رجال الأعمال قالت "إنني أعلم أنكم تنظرون إلى أوروبا بعين القلق بعد التحديات التي تواجهها العملة الأوروبية الموحدة. إن ألمانيا تعتبر أكبر اقتصاد في الاتحاد الأوروبي وستبذل جهودها لاستقرار "اليورو".

 وفي جانب التعاون مع السعودية قالت "نشجع التعاون مع المملكة، وبحثنا سبل التعاون منذ لحظات ، ورأينا مسارات تنفتح في بلدكم، وعلينا أن نكون أكثر سرعة عما كنا عليه في الماضي؛ بالطبع إننا في الماضي كنا نريد أن نربح من بعضنا، واليوم ألمانيا يمكنها أن تقدم جهودا أكثر من خلال الشركات الكبرى التي تقدم عروضا جذابة وكذلك الشركات الصغيرة والمتوسطة".

 وأبدت رغبة بلادها بالاستثمار في السعودية وخلق الشركات في العديد من القطاعات، مضيفة "نود ألا نركز فقط على النفط، فهناك مثلا قطاع السكك الحديد، والطاقة المتجددة، والكثير من القطاعات التي يمكن أن تقوم بها ألمانيا".

 وصرحت ميركل في حديثها أمام رجال الأعمال السعوديين، عن رغبتها تفعيل مفاوضات التجارة الحرة المتوقفة بين الجانب الأوروبي والخليجي، وقالت "أقوم شخصيا بتقديم كل ما لدي من مجهود، إننا إذا لم نحرز تقدم في شأن المفاوضات، فعلينا أن نرحل الاتفاقية إلى المتحف"، مضيفة من ناحية أخرى "علينا أن نحرز مزيدا من التقدم، فيما يتعلق في اتفاقية تجنب الازدواج الضريبي".

 وعلق الخليجيون مفاوضات التجارة الحرة نهاية ‏عام‏‏‏‏‏‏ 2008، بعد نحو 20 عاماً من المفاوضات، نظرا ‏‏لتمسك الجانب الأوروبي بآراء ‏متشددة، فيما يتعلق ‏برسوم الصادرات، ومطالب تعتقد دول ‏‏‏‏المجلس أنها لا ‏ترتبط ‏بالاتفاقية ولا ‏‏تمت بأي صلة إلى التجارة ‏‏الحرة، إلى جانب ‏مخاوفها ‏‏‏من قوة ‏قطاع البتروكيماويات الخليجي، والسعي إلى وضع الحماية ‏أمامها، وهو ‏ما أسهم في ‏تعطيل محادثات التجارة.

 وختمت المستشارة الألمانية حديثها، قائلة "إن السعودية لديها رؤية واضحة حول الاتجاه الذي تريد أن تتطور وتنمو فيه ونحن كألمان نود لكم أن تستمروا في هذا الاتجاه، أننا نعلم انه ليس من السهل توحيد مسارات التقاليد والتقدم، ونحن على استعداد لتبادل الآراء فيما بيننا لدعم هذا التوجه" مضيفة "عليكم أن تقوموا بتسهيل البيروقراطية".

 فيما قال رئيس مجلس الغرف السعودية صالح كامل في كلمة مختصرة مطلع اللقاء، ركزها في محورين، الأول النقاط التي أثارها وحظيت باهتمام المشتركين ، متمنياً أن يتوصل الطرفان إلى حل لها في القريب العاجل، دون أن يذكر أي تفاصيل عنها.

وأضاف، الأمر الآخر يخص الأزمة العالمية التي نشأت في بلد "معين" هي أزمة أخلاقية نتجت عن اقتصاد الطمع وتقاعس البنك الدولي عن تقديم الانتقادات وصرف وصفات للدول التي تسببت في الأزمة، بل على العكس قام بصرف المليارات، التي لا تمثل الحل الأمثل".

 وحصر رئيس الغرف السعودية، الحل الأمثل "في التوجه إلى اقتصاد وسطي عادل، كبديل للكثير من الأدوات المالية التي ظهرت منذ منتصف الثمانينات، وما يعرف في المشتقات المالية التي لعبت دور أدوات تدمير وليست أدوات تعمير".

 بعد ذلك ألقى وزير التجارة والصناعة عبدالله بن أحمد زينل الوزير المرافق كلمة رحب فيها بالمستشارة الألمانية لزيارتها للغرفة وعقدها لهذا اللقاء الذي يلعب دورا هاما في الرقي بالتبادل التجاري بين البلدين إلى مستوى الطموحات.

 وأشار إلى أن مثل هذه الزيارات المتبادلة الرفيعة المستوى تعد دليلا واضحا وجليا لما توليه القيادتان من الاهتمام والحرص على توطيد العلاقات وتعزيز الروابط ودعم كل ما من شأنه الاستجابة للمستجدات والتحديات على الساحة الدولية.

 من جانبه شدد وزير المالية رئيس اللجنة السعودية الألمانية المشتركة الدكتور إبراهيم العساف على متانة العلاقات السعودية الألمانية وفي مقدمتها العلاقات الاقتصادية والاستثمارية بين البلدين مستعرضا دور مجلس الأعمال السعودي الألماني منذ إنشائه في الرقي بالعلاقات السعودية الألمانية المشتركة.

 وأكد العساف على متانة وقوة الاقتصاد السعودي ومقدرته على استيعاب العديد من المشاريع الاستثمارية سواءا المحلية أو المشتركة بين المملكة ومختلف دول العالم إلى جانب تمتع المملكة ببيئات مناسبة تجل اقتصادها ضمن اقتصادات العالم المتطورة.

 يذكر أنه يوجد 115 مشروعاً ألمانياً في المملكة باستثمارات تفوق أربعة مليارات دولار، معظمها في المشاريع البترولية والبتروكيميائية والصناعية، وتأتي ألمانيا في المرتبة الثالثة في العلاقات التجارية الصناعية مع المملكة.