يعتقد بعض المحللين أن أسهم الشرق الأوسط يمكن أن تعود إلى اتجاه تاريخي يتمثل في عدم ارتباطها ـ على الأقل بدرجة معينة ـ بالأسواق العالمية والناشئة.

ولكي يحدث ذلك يجب أن يتوقف الهبوط الحاد الراهن في أسعار النفط، فالارتباط القوي بين أسهم الخليج وأسعار النفط المرتبطة بدورها بالاقتصاد العالمي يعني أن أسهم الشرق الأوسط مرتبطة بدرجة ما بأساسيات الأسواق العالمية.

ويقول هيثم عرابي الرئيس التنفيذي لشركة جلفمينا للاستثمارات البديلة في دبي: إن مناخ الاستثمار في الوقت الراهن يشبه المناخ الذي كان سائدا في أوائل العقد الماضي. فالاقتصادات المتقدمة كانت في ذلك الوقت قد خرجت لتوها من فقاعة الإنترنت وارتفعت الأسهم السعودية مع صعود أسعار النفط.

وقال عرابي: "أسعار الفائدة على الودائع كانت تبلغ 0.5% لذلك سعى المستثمرون لعائدات الأسهم.. لم يتغير شيء. فقط حجم الأزمة كان أكبر ومدتها كانت أطول، إنه نفس سيناريو الازدهار والفقاعة وانفجارها.

"نحن مرتبطون بالأنباء المهمة عن الأسواق العالمية، في أية لحظة يمكن أن يكون هناك ارتباط ولكن قوة هذا الارتباط هي المهمة".

ومن المتوقع أن يبلغ سعر النفط الخام في المتوسط 81.06 دولارا للبرميل في 2010 وفقا لبيانات استطلاع أجرته رويترز في أبريل.

ويجري تداول النفط حاليا عند نحو 68 دولارا للبرميل. ونمو الطلب في الاقتصادات الناشئة خاصة الصين هو الذي يقود السعر.

وقال دانيال تابز من صندوق الأسواق الناشئة التابع لشركة بلاكروكس والذي يستثمر نحو ملياري دولار في الأسواق الناشئة منها استثمارات في الأسهم القطرية والسعودية: "الصين تسير في أعقاب قطر".

وأضاف: "قطر تحقق معدل نمو في غاية السرعة. ورغم أن هذا المعدل قد لا يستمر إلى الأبد فإننا نعتقد أنه أكثر دواما بكثير من أسواق أخرى كثيرة في الشرق الأوسط".

ومن المتوقع أن يتضاعف عدد سكان قطر إلى ثلاثة ملايين نسمة بحلول 2011.

وقطر هي أغنى دولة في العالم من حيث نصيب الفرد من الثروة بفضل صادراتها من الغاز الطبيعي المسال.

ويتوقع صندوق النقد الدولي أن ينمو الاقتصاد السعودي بمعدل 3.7% هذا العام، في حين تقل أعمار ثلث سكان المملكة عن 15 عاما، وينمو عدد السكان بمعدل 2% تقريبا سنويا.

وقالت غدير أبوليل كوبر من بارينج: "مع ارتفاع أسعار النفط يكون هناك ما يكفي من المال للاستمرار في استثمارات البنية الأساسية لدعم النمو السكاني".

لكن عمليات بيع في شهر مايو الجاري بددت هذه المكاسب فنزل مؤشر قطر بنسبة 4.5% حتى الآن هذا العام، وهبط المؤشر السعودي بنسبة 8.4%، لكن كلا منهما حقق أداء أفضل من مؤشر مورجان ستانلي للأسواق الناشئة الذي هبط بنسبة 13% تقريبا.