يستأثر باهتمام المجتمعات وبشدة في الشرق وفي الغرب شيء اسمه الرؤية (vision)والرسالة (mission), ويضعونه نصب أعينهم في خطواتهم العلمية والعملية في سبيل الوصول إلى تحقيق النجاح. ويدرسونه صغارهم ويأخذ به كبارهم، و من هذا الأفق الفسيح والبعيد في آن, تعكف الرئاسة العامة لرعاية الشباب بالمملكة العربية السعودية في الوقت الحاضر على تطوير رؤية جديدة واضحة المعالم بشكل أفضل وبمهنية وحرفية دقيقة, ويسير فريق عمل الوزير الرابع الأمير نواف بن فيصل بن فهد بذكاء أكبر لتوفير رؤية أوضح وصولا إلى تصحيح المسار بما يتلاءم مع ظروف وتطلعات المرحلة.
إن شرط فاعلية رؤية الرئاسة مرتكز على جملة أسس و مبادئ، منها أن تظل هذه الرؤية محافظة ومتجددة في نفس الوقت، محافظة بشكل أكيد على هوية المجتمع الذي جله من شريحة الشباب, وأن تكون انعكاساً لقيم هذه البلاد الخالدة ومعتقداتها الدينية، وأن تكون كذلك صورة حقيقية لأفضل ما في حقبتها الزمنية من متغيرات وتطورات معلوماتية و مهنية ومعرفية، وأن تكون أيضا فوق هذا وذاك لديها القدرة على مواجهة مشكلاتها والمشكلات التي قد تطرأ وبالحلول المناسبة.
ودون أدنى شك، فإن الآثار المترتبة على نشوء مثل هذه الرؤية المنتظرة ستكون بحول الله إيجابية على المجتمع الشبابي والرياضي في المملكة إذا ما تحققت معايير الجودة في منظومة عمل الرئاسة العامة لرعاية الشباب، وانعكس ذلك على تحقيق الأهداف العامة للرئاسة, فنحن نتعلم لنعرف ونحقق أهدافنا وطموحاتنا وتطلعاتنا بمشيئة الله تعالى.
وهذه الأبعاد بالإمكان أن تتحقق بعون الله وبشكل إيجابي عطفا على الواقع للنمو المعرفي والمهاري المتزايد لشبابنا، فإذا أصبح لدى هؤلاء الشباب معنى للمعرفة واستطاعوا أن يطبقوها في حياتهم العملية اليومية، عندها تستطيع مملكتنا الحبيبة ومن خلال مثل هذه الرؤى أن تنتقل من نطاق الدول التي تأخذ الرياضة ونشاطاتها على شكل الهواية والاجتهاد إلى نطاق الدول التي تتسم محصلتها الرياضية الشبابية بالرؤية الابداعية، ليتغير حال المجتمع الرياضي والشبابي السعودي في العشرية المقبلة من مجتمع هاو حد الفوضى إلى مجتمع مهني محترف يعتمد على ذاته بل يصدر قيمه وسلوكه وانضباطه إلى الآخرين, ويرتقي بمستواه الأدائي والمهاري.
وإذا حدث وارتبطت رؤية الرئاسة العامة لرعاية الشباب واستراتيجياتها المصاحبة بتطلعات وطموحات الوسط الرياضي ومتطلباته, فإنه يمكن القول إنه أصبح لدينا زاد بشري هائل محترف ومعتمد على التدريب وهمه التطوير, وليس مجرد قدرات لشباب معطلة، وما يترتب على ذلك من مكاسب بتوافق ورضا هؤلاء، حيث إن تعطيل هذه الطاقات و القدرات الشابة ينتج عنه آثار نفسية ومجتمعية سلبية لا تخفى على امرئ فطن. و كذا إذا ما قامت الرئاسة بالتوجيه والمتابعة باستخدام التقويم الدوري في شتى قطاعاتها المختلفة وباستخدام معايير قياس مقننة تكشف عن خصائص الشباب والرياضيين وقدراتهم ومن ثم توجيههم الوجهة السليمة لتحقق لهم التوافق الشخصي والتوافق المنهجي، وهنا يحقق الرياضي الشاب ما يرغب فيه وما يحب, وتكون قد توافرت له كافة السبل وتمت تهيئة الظروف حينها لكل نشاط ومرحلة سنية، على أن يتفق كل ذلك مع خصائصه الفردية.