لم يكن العام الثاني لجائزة مكة للتميز، مبشراً للمؤسسات والشخصيات الثقافية في منطقة مكة المكرمة، وذلك بإعلان مسؤولي الجائزة أمس حجب "الجائزة الثقافية"، بعد أن حصدتها العام الماضي "اثنينية عبدالمقصود خوجة" نظراً لإسهامها في إثراء النشاط الثقافي في المنطقة وفي طباعة العديد من الكتب والمؤلفات الثقافية. إلا أن هذا العام لم يكن مثمراً للشخصيات والمؤسسات الثقافية في المنطقة، حينما أعلن مسؤولو الجائزة، عدم "استحقاق المؤسسات المتقدمة للترشيح لنيل الجائزة"، هذا الاستبعاد فتح الباب واسعاً أمام "الحالة الثقافية في منطقة مكة المكرمة" فقد وصف الباحث في الشؤون الثقافية محمد المنقري" الاستبعاد" بأنه "مشروع ومتوقع"، وأرجع المنقري دواعي الاستبعاد الثقافي في تعليق لـ"الوطن" : لغياب المؤسسات الثقافية الفاعلة، والمشاريع الثقافية الفاعلة في المنطقة"، ومن جهة أخرى حمّل المنقري وكالة القطاع الشؤون الثقافية في وزارة الثقافة والإعلام "مسؤولية غياب المشاريع الثقافية المعرفية المثمرة في منطقة مكة المكرمة" باعتبارها المظلة الثقافية الرسمية. ووفقاً لمنقري فإن الحالة الثقافية لم تتعد أسلوب "المحاضرات والندوات المكررة المنسوخة"، التي لا تتواءم مع طبيعة المرحلة الثقافية المعاصرة، وأضاف "أنه على الوزارة وقطاعها الثقافي الرسمي، إعادة حساباتها، وخططها الثقافية والمعرفية، وأن تتوجه صوب المشاريع الثقافية الكبيرة"، وشدد المنقري في رسالة موجهة للمسؤولين في الوزارة على إفساح المجال بإعطاء التصاريح الرسمية للفعاليات الثقافية المدنية، "التي لا تزال تنظر إليها الوزارة بشيء من غير الرسمية وهذا خطأ كبير، إذا ما أردنا تفعيل الناحية الثقافية الحقيقية، وأن تبادر لإفساح المجال في ذلك بأسرع وقت ممكن". ويتوافق الأكاديمي والمتخصص في النقد الثقافي الدكتور محمد عيسى فهيم مع ما ذهب إليه المنقري من ضرورة إفساح المجال للجمعيات الأهلية الثقافية، ويقول لـ"الوطن" إن المؤسسات الثقافية الرسمية في المنطقة فشلت لرسميتها" مضيفاً أن "البيئة الثقافية ليست ناضجة، لتخريج مشاريع ثقافية على مستوى عال من الجودة في المخرج الثقافي العام". أما رئيس النادي بجدة الدكتور عبدالمحسن القحطاني فقد رفض التعليق، حول سؤال وجهته له "الوطن" من تحميل بعض المثقفين جزءا من "أسباب الحجب" لعدم قيام النادي بدوره في إنشاء المشاريع الثقافية الفعّالة، والبنية المؤسسية الثقافية في محافظة جدة".