أشاعت مسرحية "حامض حلو"، التي تبنتها جمعية المعاقين في الأحساء بالتعاون مع جمعية الثقافة والفنون، مساء أول من أمس، على مسرح الفنان الراحل عبدالرحمن المريخي بجمعية الثقافة والفنون في الهفوف، روح الإرادة والعزيمة لدى المعاقين في الوصول إلى القمة في حياتهم اليومية، ومحاولتهم تخطي المصاعب بروح الأمل والتفاؤل، وبث الألفة والمحبة بين المعاقين والأسوياء داخل المجتمع، وإعطاء المعاق الفرصة لإثبات الجدارة في الحياة، من خلال رؤية مسرحية تستجيب لمتطلبات المعاق، وتدعم قضية الإعاقة للمواهب الشابة، وتحمل رسالة إنسانية للتعاون مع المعاق ودمجه في المجتمع.

واستمرت المسرحية، التي ألفها وأخرجها حسن العبدي، قرابة 65 دقيقة، وحضر عرضها الأول أكثر من 570 متفرجاً من مختلف المراحل العمرية بينهم مجموعة كبيرة من ذوي الظروف الخاصة، غصت بهم جنبات المسرح.

ودارت وقائع المسرحية التي شارك فيها عدد من الأشخاص من ذوي الإعاقة حول قصة شاب معاق اسمه (حمد) قام بأداء دوره عبدالعزيز بوسهيل، حُرم طيلة عمره من تناول الحلوى من قبل أب قاسٍ، تخوفاً من إصابته بمرض السكري، وبالرغم من إعاقته فإنه بالإرادة والعزيمة تمكن من أن يشتري مصنعاً صغيراً للحلويات، وتمكن من إدارته بمساعدة صديقه (عنقيش) الذي قام بدوره عبدالرحمن المزيعل، فدفعه إصراره نحو النجاح لأن يقوم بتوسيع المصنع ليصبح من أكبر المصانع التي لها شهرة واسعة في كافة أنحاء العالم، مما دفع الكثير لمحاولة اكتشاف سر هذه الخلطة بالمكر والدهاء إلا أن جميع هذه المحاولات باءت بالفشل، وفي النهاية يلتقي حمد بصديقه القديم (جارالله) الذي أدى دوره أحد الشباب من ذوي الإعاقة الحركية (جار الله المري)، فيقدم له الوصايا بعد أن اتسع رزقه وتحقق حلمه وألاّ ينسى إخوته من ذوي الإعاقة وأن يسهم في توظيفهم في مصنعه الكبير، فما كان من حمد إلا أن قرر أن يتنازل لصديقه جار الله عن إدارة مصنعه ويترك الفرصة له كي يري الناس كيف أن الأشخاص من ذوي الإعاقة بمقدورهم أن يتفوقوا وينافسوا أقرانهم العاديين، وتأتي اللحظة التي لم يكن يتوقعها حمد عندما يدخل والده المصنع ليرى هذا الإنجاز الكبير الذي حققه ابنه فيتعانقان ويبدي الوالد أسفه للولد الذي كان عقبة أمام أحلامه.

وبعد إسدال الستار، أعلن رجل الأعمال الشيخ عبدالعزيز الموسى عن تبرعه بـ40 ألف ريال للممثلين، مطالباً بضرورة عرضها في العديد من المحافل لما تمثله من إثبات لإرادة هذه الفئة الغالية.

وكانت جمعية المعاقين في الأحساء، كرمت قبل بدء المسرحية، كلاً من: مدير جمعية الثقافة والفنون الدكتور سامي الجمعان، ومدير مركز التأهيل الشامل عبدالحميد النعيم، والمشرف الفني المتابع من جمعية المعاقين بالأحساء إبراهيم الخميس، ومخرج ومؤلف المسرحية حسن العبدي.