ما زال الحدث مصريا، وأن ما ينبت على جوانبه من أحداث تكون على تماس به. الصعوبة أن تفصل بين ما يحدث في ميدان التحرير وغيره من الساحات المصرية، وما تحاول إسرائيل تمريره في هذه الفترة من سموم أفكارها حول مصير مصر، لأن همها بالدرجة الأولى اتفاقية كامب ديفيد والصلح الذي أبرمته مع نظام الرئيس الراحل أنور السادات والذي سار عليه الرئيس حسني مبارك، وكذلك ما تحاول أن تقتنصه تحت جنح الظلام في القدس وما حولها وفي الأراضي المحتلة من عمليات تهويد ما كانت لتمر لولا انشغال الرأي العام العالمي بما يحدث في مصر.
فسياسة إسرائيل باتت مكشوفة للقاصي والداني، ومحاولاتها تهويد ما تبقى من القدس أصبحت معلومة، والتحذيرات التي صدرت عن الهيئات الدينية في فلسطين وغيرها، أكثر من أن تعد وتحصى، والاحتلال مُصرّ على خطته الاغتصابية، في غياب الرادع الدولي، بعد أن أصبح الرادع الفلسطيني مغلوبا على أمره.
آخر تخرصات الاحتلال، شروعه في إجراءات تستهدف التحكم بصوت الأذان من مساجد المدينة المقدسة، والحجة هذه المرة مخزية تنحصر في "عدم مضايقة المستوطنين في المدينة"! وهو ما يتعارض مع القوانين والأعراف التي تكفل حرية العبادة وتمنع المس بالمقدسات.
ولكن السؤال هو متى كانت إسرائيل مهتمة بالقوانين الدولية وبما يصدر عن المنظمات الحقوقية والتي كان آخرها تقرير القاضي الجنوب أفريقي ريتشارد جولدستون حول الحرب على غزة، وغيره من القرارات التي تحمي المواطنين الخاضعين للاحتلال؟