ليست المكتبات القديمة والمعالم الأثرية وحدها من يجذب الباحثات والمهتمات في تاريخ المدينة المنورة، بل يحرص عدد منهن على الوقوف على تفاصيل الأزياء المدينية القديمة، وكذلك الفنون الشعبية والأكلات القديمة التي عرفت بها المدينة، وذلك لمعرفة كيف كانت الحياة خلال قرون في هذه المدينة الضاربة في التاريخ. وربما يزيد الأمر أهمية حين يستقطب هذا الإرث المديني القديم والمتنوع عددا من السائحات الأجنبيات اللاتي يساهمن في نقل الصورة المثالية عن هذا التراث. وجنات حسين الشريف والتي تعمل مساعدة مديرة بالروضة الثالثة بالمدينة المنورة والتي تعتبر واحدة من المهتمات بتاريخ المدينة المنورة القديم  تحدثت عن تجربتها في استقطاب عدد من الزائرات في منزلها بالمدينة المنورة، حيث حرصت على أن يكون منزلها أشبه بمتحف صغير يكشف عن تاريخ المدينة المنورة المتنوع. تقول الشريف "في إحدى الزيارات قام عدد من الطبيبات المسلمات من الجنسية النمساوية، بزيارة متحفي المنزلي، حيث وفرت لهن الجو المديني القديم من خلال عرض عدد من نماذج الملابس القديمة للعروس ليلة زفافها والتقاليد المدينية المعمولة ليلة الفرح، وكذلك نوعية الأهازيج التي كانت تصاحب هتافات وزغردات أهل العروس، وحتى الأكل حيث كنت حريصة على أن أنتقيه بعناية من أكلات المدينة القديمة التي تميزت بأنها خليط من كل الثقافات التي تؤكد بيئة المدينة المنفتحة". وأشارت إلى أنها قدمت للزائرات أيضا القهوة والشاي والنعناع المدني، وقدمت لهن نبذة عن اللهجات، وكل ذلك كان حاضرا في تلك الأمسية التي كان همزة الوصل فيها بين وجنات وضيوفها النمساويات الدكتورة مي حمد الجاسر حيث قامت بالترجمة للطبيبات، خصوصا في عرض تفاصيل ذلك التراث القديم. وأضافت وجنات أن من بين الزائرات كلا من الدكتورة نهى علي ياسين المتخصصة بعلوم الصيدلة، وكذلك الدكتورة سهى أحمد السيد، وهي طبيب عام، والدكتورة دينا معين المتخصصة في قسم الأشعة. وقالت الشريف إن الزائرات عبرن عن سعادتهن الغامرة بهذه الزيارة التي تركت انطباعا رائعا عن ثقافة المداينية مؤكدات على حرصهن على الكتابة عن هذه الزيارة وتقديم رؤية رائعة لبلادهن.