أقام الهلاليون"دنيا الرياضة" ولم يقعدوها حتى الآن لمجرد أن لجنتي "الانضباط والفنية" انتفضتا أخيراً في محاولة لإيقاف ما يمكن إيقافه من مشاهد دامية لبطل الأفلام المحترف ميريل رادوي خلال غالبية المباريات التي ظل يشارك فيها.

قبل أن أمنح نفسي فرصة ثانية لمشاهدة الحالة التي أجبرت اللجنتين على إيقاف رادوي من خلال ما ارتكبه مع لاعب الوحدة عصام الراقي أثناء مباراة الفريقين بالدوري، كنت إلى جانب إدارة الهلال في مطالبتها بعدم إيقاف اللاعب والاكتفاء بالعقوبة التي منحت له أثناء المباراة بطرده منها بالبطاقة الحمراء، لكن رأيي تبدل تماما عندما شاهدت من خلال الإعادة ما فعله اللاعب وسعيه إلى تحويل راقي الوحدة إلى كرة قدم يركلها كيفما يشاء، وكذلك سعيه للتأكيد من خلال المشهد (المقزز) أنه سيبرع إذا ما تحول لبطل سينمائي يجيد أفلام الأكشن وألعاب الدفاع عن النفس، وتسمية نفسه (راودي شان) شأنه شأن البطل المعروف جاكي شان.

ما فعله (رادوي شان) بلاعب الوحدة، لا علاقة له بأي نوع من أنواع الرياضة ناهيك عن كرة القدم التي باتت قوانينها واضحة أمام الصغير قبل الكبير، وما اتخذته اللجنتان من قرارات حوله، أكثر من صائبة، فالتغاضي طوال الفترة الماضية عن الخروج المستمر للاعب عن النص، والتساهل معه والاكتفاء بعقوبات مخجلة، منحه دفعة قوية للتبحر في فنون تعذيب لاعبي الفرق الأخرى وإلحاق الضرر بهم.

انتظرنا أن يكون رد فعل الإدارة الزرقاء معاضدا للقرارات التي أصدرتها اللجنتان، بل وأن تقوم بردع اللاعب من خلال عقوبة داخلية ثالثة تعبيرا منها على عدم رضاها على أفعال اللاعب الذي كاد يكلف فريقه فقدان كامل نقاط مباراة مهمة في وقت الحصاد، لكن الإدارة أبحرت في اتجاه معاكس وصبت جام غضبها على اللجنتين وأخذت كل معاولها للنبش في حالات سابقة عفى عليها الزمن، علماً بأنها _ أي إدارة الهلال_ أبدت تذمرا واضحا ومعلنا في وجه اللاعب في اليوم الثاني لعودته من مباراة "الركل والدهس".

لن نستغرب أبدا إذا أعلنت وزارة الصحة في المرحلة القريبة المقبلة عن ملاحظة وسط الأطفال تتمثل في زيادة الكسور والرضوض بينهم، ولن نستغرب أيضا إذا أرجعت ذلك إلى التقليد المستمر لهؤلاء الصغار للكبير في الركل، ميريل رادوي في الملاعب وساحات المدارس والشوارع، وحينها سيتبرأ مرض هشاشة العظام نفسه من رادوي شان.

فهل من خطوة لايقاف هذه المهازل أم نكتفي بترديد: لكل داء دواء يستطب به إلا الحماقة أعيت من يداويها.