أكد أمير منطقة مكة المكرمة الأمير خالد الفيصل على استغلال ما أسماه بالفرصة الذهبية التي تعيشها المملكة حاليا ،من وفرة مالية وقيادة رشيدة صاحبة مبادرة وسباقة دائما وهي ميزة كبرى تميزنا عن شعوب العالم ، مشيرا إلى أن تفويت هذه الفرصة هي مسؤوليتنا ،راجيا أن يكون الجميع في مستوى المسؤولية .
وأعلن أمير مكة خلال المؤتمر الصحفي الذي عقد اليوم الأحد(2010/6/13) بمقر الإمارة بجدة للإعلان عن خطة تطوير منطقة شرق جدة، وبحضور المحافظ الأمير مشعل بن ماجد والأمين المهندس عادل فقيه ووكيل إمارة منطقة مكة المكرمة الدكتور عبد العزيز الخضيري وأمين هيئة تطوير مكة المكرمة سامي برهمي عن إنشاء ثلاث سدود وقناة جديدة على الطريق الدائري الجديد ،إضافة إلى إيصال طريق الحرمين بالطريق بالدائري الجديد من خلال 7 كبار جديدة، وأن كافة المناطق شرق جدة ستخضع لتخطيط عالمي عصري يتفق ومعطيات وتقنيات القرن الواحد والعشرين ،مشيرا إلى عدم القبول بأي شيء من القرن العشرين .
وقال الأمير خالد خلال المؤتمر " إنها فرصة ذهبية لدينا قيادة سبقتنا بالتطوير والمبادرات وفي كل أنحاء العالم الشعوب هي من تبادر للحكومات ،وهنا حكومتنا تسبقنا بالمبادرات نحن ننعم بالطمأنينة والسكينة والإيمان بالله وهي ضمانتنا من أي اهتزازات فكرية واجتماعية عند الانتقال من مرحلة حضارية إلى أخرى .
وأضاف سموه كل المقومات تتوفر لنا ولا تتوفر في كثير من بلدان العالم بعض الدول التي انتقلت بالفعل للعالم الأول قبل 30 عاما ، وهي ليست لديها إمكانات مادية ومصادر ،و نحن لدينا كل هذه الإمكانات ولذلك اسميها الفرصة الذهبية ، وإذا لم ننتقل فليس لدينا عذر والمشكلة فينا ،ولا نريد أن نتلمس الاعتذار كما تعود العرب من تملس الأعذار لأي فشل يمرون به وإذا فوتنا هذه الفرصة فنحن مسؤولون فأرجو أن نكون مسؤولين فعلا عن ذلك وأنتم أهل له وموعدنا العالم الأول" .
وكان سموه قد افتتح المؤتمر بكلمة قال فيها "يسعدني في هذا اليوم أن أتقدم لكم بالشكر على قبول الدعوة وحضوركم لتسمعون منا ونسمع منكم عن هذه المرحلة التاريخية في تطوير مدينة جدة، وخصوصا الجزء الشرقي منها .
وأضاف :كما تعلمون أن سيدي خادم الحرمين الشريفين قد أمر حفظه الله بتشكيل لجنة لتقصي الحقائق في أحداث سيول جدة في أواخر العام الماضي في 13 ذي الحجة 1430 وتشكلت لجنة لتقصي الحقائق ومعرفة الأسباب والرفع بالتوصيات وبعد 3 أشهر من الأمر الكريم رفعت اللجنة تقريرها وتوصياتها لمقام خادم الحرمين الشريفين في يوم الجمعة 19/3/1431هـ أي إنها أنهت أعمالها في 3 أشهر، ثم أحال سيدي خادم الحرمين الشريفين التقرير والتوصيات للجنة الوزارية برئاسة النائب الثاني لرئيس مجلس الوزراء وزير الداخلية سيدي الأمير نايف والتي درست التقرير والتوصيات وأبدت عليها بعض المرئيات وتم رفعها لخادم الحرمين الذي اصدر أوامره الكريمة بقراره التاريخي والذي من بنوده إحالة مشروع تطوير منطقة شرق جدة إلى اللجنة برئاسة الأمير نايف والتي أنشئت لتطوير ومعالجة الأحياء العشوائية في منطقة مكة المكرمة وورد في ذلك الأمر إعطاء اللجنة صلاحيات الإشراف والتخطيط والترتيب لمشروع تطوير شرق جدة .
وفي يوم الثلاثاء الماضي عرض على اللجنة من قبل الإمارة والأمانة الفكرة والتصور عن مشروع تطوير شرق جدة ،وعندما نتحدث عن شرق جدة نتحدث عن المنطقة بين طريق الحرمين والدائري الجديد .
وأشار بقوله "هذا الاجتماع اليوم لشرح الأفكار للجنة الوزارية ورغبة منا في مشاركتكم في الرأي وإعطائكم تصور كامل وشرح عن فكرة المشروع طلبنا الاجتماع لتطلعون على الخطوات المتبعة والاستنارة برأيكم فيما بعد راجين أن يكتب كل منكم رأيه وتصوره لنأخذ بها إنشاء الله "
وأضاف "خلال أعمال لجنة تقصي الحقائق دعيت أكثر من 120 شخصا ومكتبا استشاريا أمضوا 4 أيام في طرح الأفكار والتصورات فيما يمكن أن يعمل في تطوير شرق جدة وأخذنا كل الأفكار وأعيدت صياغتها وهي الأساس في كل ما سترونه اليوم ".
وقال "لا نستغني عن ملاحظاتكم وأرائكم خصوصا أهل جدة في هذا العمل الذي سيؤثر في مستقبلها ونرجو أن يكون إيجابيا ونرجو أن يكون هذا الجزء من جدة أكثر إشراقا وتخطيطا وتألقا في تخطيط المدن ومراعاة النواحي الإنسانية والبيئية والمعمارية والتخطيطية " .
وأضاف "تحدثت خلال طرح الإستراتيجية بأننا لا نستطيع أن نقوم بها وحدنا حتى لو نفذت كلها كاملة الأهم هو اقتناع الإنسان ومشاركته إذا لم يشارك كل فرد في منطقة مكة المكرمة، وإذا لم يقتنع أي فرد بجدوى هذه الدراسات والمشاريع ويكون واثقا من نفسه فلن نتقدم خطوة واحدة في الوصول للعالم الأول في تنمية الإنسان وتطويره ،والحضارة حضارة روح وفكر فلابد أن نبدأ بالعلم والسلوك والثقة بالنفس وقبل ذلك الثقة بالله ثم بديننا الحنيف الذي يضمن لنا الاستقرار الروحي" .
وكشف أمير منطقة مكة المكرمة في معرض رده على أسئلة الحضور والصحفيين أن الأولوية في مشاريع التطوير في شرق جدة ستكون لذوي الدخل المحدود في كل شيء، بما فيها السكن والخدمات الضرورية التي يحتاجها أهالي المنطقة.
إضافة إلى إعلانه عن إنشاء ثلاث مراكز تابعة للجنة مراقبة الأراضي وإزالة التعديات بمحافظة جدة موزعة على جنوب وشرق وشمال جدة مجهزة بكافة التجهيزات والتي تعتمد على المصورات الجوية لإيقاف التعدي مؤكدا على أن أي تعدي جديد سوف يتم إزالته وفي خلال ساعة وذلك بعد الاعتماد على نظام المصورات الجوية والذي بدأ العمل به في شهر ذي القعدة من العام الماضي .
وفي رده عن حال المواقع ضمن مخطط التطوير والتي لا يمتلك أهلها صكوكا شرعية أكد سموه أن اللجنة الوزارية أقرت تطبيق آلية للمباني المحدثة في هذا الجزء من عام 1430 في ذي الحجة ، حيث وافقت اللجنة على أن يملك كل صاحب منزل تبلغ مساحة 625م2 موقعه مجاناً وما يزيد عن ذلك حتى 900م2 يملك صاحبه بنصف سعر السوق ، وما زاد عن ذلك يملك بنفس سعر السوق ، أما أصحاب الأراضي الكبيرة فسيتم إزالتها .
وعن إيجاد حل للمياه الجوفية في ظل إنشاء السدود أوضح أن هناك قنوات شرق جدة وسيتم تصريف كافة المياه خلف السدود اليها مباشرة بعيدا عن النطاق العمراني
وفي سؤال عن إمكانية الاستغناء عن الحفريات في إيصال الخدمات بإنشاء إنفاق أوضح سموه أنه سوف تطبق كل الطرق والوسائل الحديثة لتخطيط المدن في المشروع .
وعن منطقة غرب جدة وما تحتاج له من تحسينات على غرار الشرق أكد سموه أن مشروع معالجة الأحياء العشوائية سيستمر في غرب جدة وستكون في تطوير مستمر.
وعن دور رجال الأعمال في عمليات التطوير قال " كل المشاريع معتمدة على الله ثم على مشاركة القطاع العام والخاص وأن جميع الأراضي الحكومية معتمدة للتطوير ، وستعرض على رجال العمال في جميع مناطق المملكة ليساهموا في عملية التطوير .
وعن التكلفة والمدة الزمنية أكد أمين جدة أن هناك مشاريع سوف تنفذ حالا وهي المشاريع المذكورة في الأمر الملكي ، وهي مشاريع العقوم بالنسبة للسيول سيتم فتح العبارات، أما موضوع دراسة المخطط وطرح التنفيذ لا شك انه سيأخذ فترة من السنة إلى السنة والنصف، وأضاف " ذكرنا أن المشاريع العاجلة ستنتهي دراسة الحلول طويلة المدى وتقدم للأمير خالد الفيصل نهاية يوم 18 الشهر الجاري، ووقت انتهائها ستفصل وتوضع خطة للتنفيذ وتسلم وتنفذها أمانة جدة وتسلم المشاريع المتعلقة بالوزارات الأخرى كي تجدولها وتنفذها بحسب مزانياتها إضافة إلى أن هنالك قناة ستكون مع الخط الدائري وهناك توصيل الوديان التي تقع داخل المنطقة بين الدائري وطريق الحرمين مع تطوير القنوات الحالية إضافة إلى أن السدود ستكون بعيدة عن نطاق المدينة .
وأضاف فقية بخصوص إيقاف المخططات شرق جدة " كان لدينا المرحلة الأولى من الإجراءات حفاظا على أموال الناس ولعدم إزالة الاستثمارات تضمنت إيقاف البناء في مخططات شرق جدة وتم التعاقد مع هيئة المساحة الجيولوجية لإعطائنا الحلول ونتوقع خلال اقل من أسبوعين أن يتم الإعلان عن حلول جديدة للإفراج عن أجزاء كبيرة من المخططات وليس من المصلحة تعريض الاستثمارات للخطر وسيتم اتخاذ أي حلول لصالح المستثمرين .