أمرٌ عادي أن تقوم إدارة حكومية بواجباتها؛ فذلك من صميم مسؤولياتها؛ وقد لا نشكرها عليه وإنْ كان الشكر محموداً، لكن حينما تحقق نجاحات تتجاوز مستوى طموحاتنا كمواطنين، فهذا عمل يستحق الإشادة؛ تماماً كما هو واجبنا إنْ وجدنا إدارة مقصرة في واجباتها فإننا نطالبها بتحمل مسؤولياتها.
جامعة جازان تستحق الإشادة؛ فهي منذ أن وُلِدَتْ واقفة على قدميها لا تعرف الحبو، دأبت تسير إلى الأمام في عصرٍ تديره التكنولوجيا بسرعة هائلة، وبأسلوبٍ لا مكان فيه لمن يقف ليلتقط أنفاسه، فقد يسبقه الآخرون ويتركونه في المؤخرة يجري وحده.
جامعة جازان يديرها معالي الأستاذ الدكتور محمد آل هيازع، مسخراً قدراته العلمية والإدارية في ضوء توجيهات حكومتنا الرشيدة لتحقيق أعلى درجات العلم لأبنائها وبناتها، فشرع يسابق الزمن باستحداث كل ما من شأنه الرقي بمستوى المعرفة من كليات ومكتبات ومختبرات ومعامل فيزيائية وكيميائية وغيرها مما لا يمكنني الإحاطة به داخل دائرة زمني.
قامت جامعة جازان مؤخراً ـ كأول جامعة سعودية ـ بتوقيع اتفاقية الانضمام إلى منظمة الشرق الأوسط للتعليم الإلكتروني؛ وقد وقع الاتفاقية نيابة عن معالي مدير الجامعة عميد التعليم الإلكتروني الدكتور محمد يحيى آل سالم؛ ما يعني أنها ستستفيد من خبرات منظمة اليونسكو، والاتحاد الدولي لمعالجة المعلومات، والشبكة الأوروبية للتعلم عن بعد، والمجموعة الأوروبية للتعلم الصناعي، والمركز السويسري للابتكارات، ومنظمة "EDUCAUSE" وغيرها من المنظمات والاتحادات العالمية... حتى وأنا أكتب مقالي هذا علمت أن معالي مدير الجامعة وقع لتوه اتفاقية مع الشركة السعودية للصناعات الأساسية "سابك" للتعاون في مجال الدراسات والبحوث للاستفادة من إمكانات وخبرات الجامعة في مجال التقنية الحديثة باستخدام المقاييس والنظم المعترف بها دولياً، وتشمل تدريب عدد من العاملين في "سابك" وتقديم المساعدات فيما يتعلق بتسجيل براءات الاختراعات ضمن حقوق الملكية للشركة... وليس ببعيد أن ثمة عملاً آخر تقوم به الجامعة الآن أثناء قراءتنا هذا المقال مما لم نعلم عنه بعد.
أقول لمعالي الأخ الدكتور محمد آل هيازع: بالتوفيق وإلى الأمام دائماً، فقد صنعت لجامعة جازان حضوراً بين جامعات العالم؛ الأمر الذي أصبحت معه الجامعة مضرباً للمثل في بضع سنين؛ وذلك بفضل الله، ثم بفضل قادتنا الذين ما انفكوا يتطلعون لإسعاد شعبهم النبيل.
قلتُ: العِلم كالشمس تبحث عن الجزء المظلم من الأرض لتضيئه.