من حسن حظ الفلسطينيين والعرب، أن أول فيتو تستخدمه الإدارة الأميركية في مجلس الأمن خلال عهد الرئيس باراك أوباما كان ضد مشروع قرار ضد الاستيطان الإسرائيلي في الأراضي المحتلة. فالكلام الجميل والمنمق الذي أطلقه الرئيس أوباما من تركيا ومن القاهرة في بداية عهده لم يكن إلا ذرا للرماد في العيون، فلا الدولة المستقلة رأت النور ولا الاستيطان توقف،لا بل إن عمليات التهويد تسير على قدم وساق، فضلا عن عمليات تهجير تنتظر من تبقى من الفلسطينيين في أراضي 1948.
يجب أن يكون استخدام الفيتو حافزا للفلسطينيين والعرب للتفكير بمصالحهم بعيدا عن الإملاءات التي تمارسها واشنطن، واعتبار كل ما تقوم به واشنطن يصب حكما في مصلحة إسرائيل، وأن عليهم إعادة النظر في علاقاتهم السياسية والإستراتيجية مع واشنطن.
كان الدرس الأميركي قاسيا على الفلسطينيين وعليهم أن يتعلموا أن وحدتهم تبقى أهم من العلاقات التي تقيمها هذه الجهة أو تلك مع هذا الطرف الدولي أو الإقليمي، وأن الإغراءات المادية وبعض كسور الأموال التي تدفع من بعض الجهات لن تعيد وطنا ولن تبني دولة.
خالفت واشنطن 14 عضوا في مجلس الأمن و130 دولة أعضاء في الأمم المتحدة، من أجل عيون - ما تدعيه - أمن إسرائيل، وهي مستعدة أن تسير في منطقها هذا إلى أبعد مدى. وما علينا نحن العرب سوى أخذ الدرس، الذي يحتم علينا اختيار الأصدقاء. ولكن قبل ذلك كله تحديد خياراتنا.