لم يكن معمر القذافي في يوم من الأيام محاربا لدولة الاحتلال الصهيوني في فلسطين. فلطالما دعا إلى إنشاء دولة "إسراطين" التي ستضم الفلسطينيين والإسرائيليين، حسب تصوره كحل للصراع العربي الإسرائيلي، وربما يكون آخر ما تفتقت به عبقريته لحل مسألة اللاجئين الفلسطينيين في العالم إرسالهم إلى سواحل فلسطين المحتلة في السفن، لأنهم باعتقاده سيشكلون مشكلة لإسرائيل، دون أن يدري أن إسرائيل ستقدم على إغراقهم في مياه المتوسط، قبل أن يصلوا إلى الساحل، كما فعل هو بشعبه عبر استخدامه الطيران والمدفعية في قمعه.

نقل عن العقيد في أكثر من مناسبة أنه لا يأسف على المسجد الأقصى إن استولت إسرائيل عليه أو حتى إذا دمرته "يمكننا الصلاة في أي مكان آخر" كما ورد في إحدى الروايات على لسانه، وهو أمر استغلته سلطات الاحتلال وحاولت أن تستفيد منه لتبرير تهويدها للمسجد وتاليا للقدس.

ألم يطلق القذافي على نفسه لقب "أمير المؤمنين" في أكثر من مناسبة, وأم المصلين في الكثير من العواصم الأفريقية بمناسبة وغير مناسبة؟

نرجسية القذافي لم يتصد لها من كان حريا بالتصدي لها من مسؤولين في العالمين العربي والإسلامي، باعتبار أن الهوس السياسي والنفسي قد يتطور إلى ما لا تحمد عقباه بين الدول، إلى أن استفاق الشعب الليبي وأخذ على عاتقه هذه المهمة التي ستكلفه الكثير من الدم، ولكنه في النهاية سيخلق بلدا يعتز به، ويكون على الصورة التي رسمها شيخ الشهداء الليبيين عمر المختار.