كثرت الثورات العربية ولم يعد مثيراً خروج بعض المنتجين والفنانين ليعلنوا أنهم سيوثقون "الثورة" بأعمالهم الفنية تخليداً لذكراها بعد أن أسقطت الأنظمة الحاكمة كما حدث في تونس ومصر، وكما يحدث في ليبيا.
انتصرت ثورة "الياسمين" وهرب الرئيس زين العابدين، فخرج بعض العاملين في الوسط الفني ليزفوا البشرى بأنهم سيخلدون الثورة بعمل فني، وكأن قصة "الثورة" ستزول إن لم يقدمها الفن، وكأن الإعلام بجميع وسائله لم يوثقها لحظة بلحظة..!
وتنحى الرئيس المصري حسني مبارك عن السلطة رضوخاً لمطالب "شباب الثورة" الذي قادوا المظاهرات السلمية "فأتوا بما لم تستطعه الأوائل.." فبرز لنا مخرجون ومنتجون ليعلنوا دعمهم "الثورة" بأعمال فنية، منهم المخرج خالد يوسف الذي لا يتوانى عن إدخال العري والرقص في أفلامه أياً كانت مواضيعها إلى درجة يتحول معها العمل إلى ما يشبه الاستعراض الجنسي وسط تناغمٍ بين كاميرا خالد يوسف وجسد غادة عبدالرازق وسمية الخشاب وهيفاء وهبي، ولا أعلم كيف ستستغني كاميرا خالد عن جسد وإغراءات غادة بعد أن احتلت مكان بارزاً في قائمة العار التي أعلنها شباب الثورة، بينما خالد ترأس قائمة الشرف..!
يعقد خالد يوسف هذه الأيام جلسات عمل مع مؤلفٍ للاتفاق على التفاصيل الكاملة للفيلم الجديد الذي تغيّر اسمه بعد انتصار الثورة ليكون (الشارع لنا) بدلاً من (الشارع لمين..) كما تغيرت تفاصيل أحداثه لتكون خاتمته انطلاقة الثورة بعد أن تدور الأحدث حول أجواء وفساد ما قبل الثورة، في استغلالٍ سريع لثورة الشباب فالأحداث متسارعة والثورات متتالية والمنتجون يتسابقون للفوز بنصرة الثورة ولو بعد أن حطت رحالها وانصرف النظام الحاكم ومثل المتهمون بالفساد أمام القضاء..!