وصف بيان لوزارة التربية والتعليم الذي صدر فجأة أمس، لقاء نائب وزير التربية والتعليم فيصل بن معمر ونائب الوزير لشؤون تعليم البنين الدكتور خالد السبتي بمجموعة من المعترضين على بعض برامج الوزارة وخططها التطويرية بأنه يأتي في إطار تنفيذ التوجيهات الكريمة بالالتقاء بالمواطنين والاطلاع على المطالب، في الوقت الذي لم يعلق فيه ابن معمر على تفاصيل اللقاء مكتفياً بالقول: لا تعليق.

وكان العشرات من المحتسبين تجمعوا أمس، يتقدمهم عضو بلدي الرياض الدكتور مسفر البواردي، والدكتور يوسف الأحمد أمام مقر الوزارة، لإيضاح تصورهم بأن الاختلاط لا يتماشى مع نظام الدولة ولا الشريعة الاسلامية، إضافة إلى أن زيارة نائبة الوزير لمدارس البنين خطوة غير مقبولة وغير صائبة، ولا يمكن أن يكون ذلك ضمن برنامج الوزارة، ويتعارض مع تعاليم الشريعة وتوجيهات ولي الأمر الذي أكد مراراً على عدم وجود اختلاط.

واجتمع ممثلوهم مع ابن معمر نحو ساعة بعد صلاة الظهر في الوقت الذي استلم مكتب النائب الخطابات التي حملها البعض، وطلب منهم جميعاً أن يكتبوا أسماءهم وأرقام هوياتهم المدنية. وقال البواردي في اتصال مع "الوطن": إن طلباتنا تلخصت في إيقاف دمج طلاب الصفوف الأولية، وزيارة نائبة الوزير لمدارس البنين في الزلفي.

وأوضح مصدر في الوزارة لـ"الوطن" أن للجميع الحق في تقديم مقترحاتهم، وأن مسؤولي الوزارة على استعداد لاستقبال كل مواطن لديه ملاحظات أو مقترحات، مؤكداً أنه لا يمكن أن تتضمن مشاريع الوزارة أو برامجها ما يتعارض مع الشريعة الإسلامية في أصولها النقية بأي شكل.

وكان التجمع الذي لفت الأنظار استدعى تواجد عدد من الدوريات الأمنية تحسباً لأي شغب أو تعديات، إلا أن المتجمعين غادروا الوزارة بهدوء، على شكل مجموعات متفرقة بعد انتهاء اللقاء. كما ساهم رجال الأمن في تنظيم وجود المحتسبين حيث وجهوهم للاصطفاف أمام مكتب نائب الوزير، بينما سمح لممثلين عنهم بدخول مكتب نائب الوزير والالتقاء به وطرح طلباتهم.

وكان البيان اقتصر على الخطوط العامة مركزاً على أنه جرى استعراض "البرامج التطويرية التي شرعت في تنفيذها الوزارة على مستوى البيئة المدرسية بكافة عناصرها، والتي ستسهم في تحقيق الرؤية الطموحة لخادم الحرمين الشريفين الملك عبد الله بن عبد العزيز وسمو ولي العهد صاحب السمو الملكي الأمير سلطان بن عبد العزيز وسمو النائب الثاني صاحب السمو الملكي الأمير نايف بن عبد العزيز للنهوض بالعملية التربوية والتعليمية".

وأضاف البيان أن ابن معمر وجه بدراسة المقترحات المقدمة والإفادة منها، مشيراً إلى أن هذا اللقاء يأتي في إطار تنفيذ التوجيهات الكريمة بالالتقاء بالمواطنين والاطلاع على المطالب والعمل على تلبية الاحتياجات بما يحقق الارتقاء بالخدمات المقدمة للمواطنين وبما يتفق مع السياسة العامة للدولة. وأوضح أن الوزارة وبتوجيه من الوزير الأمير فيصل بن عبد الله بن محمد تسعى لتحقيق نقلة تعليمية ملموسة، وأن ملاحظات ومقترحات الميدان التربوي تأتي متممة لجهود الوزارة وداعمة لبرامجها المختلفة، ومحققة لاستراتيجية العمل المشترك.