هناك تطور هائل أصاب العالم لا أحد ينكره أو يتجاهل تأثيره في المجتمعات وأنه أحدث تنوعا وتطورا انسحب على كل مجال, و من ذلك وسائل الإعلام، فأدى هذا التمازج و التناغم المتعدد الأطر والأساليب إلى تنوع ملحوظ في وظائف وأدوار هذه الوسائل من دون شك, وبالتحديد تجاه ما يقوم به الأفراد والمجتمعات، فلم تعد مجرد أدوات لنقل المعلومات أو نشر الأخبار وحسب، إلا أنها أصبحت ذات أدوار متشعبة, وذات تأثيرات مهمة في الحياة المعاصرة، ونظراً لهذه الأهمية البارزة للإعلام في المجتمع العربي عامة والسعودي خاصة, تعددت أشكاله وأنواعه ومنها الإعلام الرياضي أحد أهم أنواع الإعلام انتشاراً بين فئات المجتمع.

وتتعدد الأدوار الملقاة على عاتق وسائل الإعلام الرياضي في حياتنا المعاصرة، الذي بات له دور بارز في تشكيل مفاهيم الأفراد ومرئياتهم الشخصية فيما يتصل بالحقائق و المواقف والحالات في كافة القطاعات والنشاطات والبرامج وتزويد المجتمع بالخبرات الرياضية المتاحة التي من خلالها يتم تشكيل رأي عام حول هذه الإشكالية أو الأحداث أو المواقف.

تمدنا وسائل الإعلام الرياضي بالمواد الإعلامية, هذا من جانب, ومن جانب آخر, تؤثر في تحديد ما الذي سيتاح له فرصة ملائمة ليتسنى إعداد موضوع جدير بالمناقشات الرياضية بطريقة تصل في جوانب منها إلى تضخيم الخبر أو التركيز على جانب منه دون سواه من مواضيع تستحق الاهتمام.

أتفق مع الدكتور أيمن مزهر في رسالته القيمة عن الإعلام الرياضي، فيما ذهب إليه بأن هناك حالة من الشك حول صحة القرار وصعوبة المفاضلة بين خيارين والاتجاهات النفسية التي تلعب في عملية صنع القرار، والإعلام الرياضي يمثل جانباً نفسياً مهماً في التأثير على صانع القرار نتيجة الضغوط التي يعرضها عند قيامه بحملات مكثفة من وسائله المختلفة من تناول المشكلات والقضايا وتحويلها إلى قضايا تثير الرأي العام، تجعل المجتمع في حالة ترقب للقرارات.

ومن خلال نظريات الإعلام (نظرية الأولويات) نجد أن الصحافة الرياضية تحدد أجندة اهتمامات المسؤولين والرأي العام للقضايا الرياضية وأيضا من خلال نظرية (حارس البوابة)، فهي تتحكم في المادة الإعلامية التي تقدم للجمهور، فتسمح بمرور مواد معينة وتمنع أخرى.

أيضاً اكتسبت قوة في التأثير على عملية صنع القرار تميزها عن الوسائل الأخرى يستطيع القارئ أن يختار بكامل إرادته ما يقرأ في الوقت الذي يختاره والمكان الذي يريده, ووجهات النظر للهيئات الرياضية فيها العديد من القضايا والمشكلات الرياضية التي تحتاج إلى قرارات حاسمة.

ومن الملاحظ أن الأدوار التي تلعبها الصحافة الرياضية تختلف من قضية إلى قضية فقد تبرز ما تريد من مشكلات وتسلط عليها الأضواء وتمارس الضغط على صناع القرار لاتخاذ قرارات معينة قد تعبر عن الصالح العام والرأي العام، أو عن وجهة نظر شخصية أو تؤيد قرارا وترفض آخر، فلم نعد نقرأ اتفاقاً وصفياً حول قضية رياضية ما، كل صحيفة تتناول القضية من منظورها الخاص بها أو بالمحرر الرياضي، فنجد أقلاما هادمة وأقلاما تحركها الميول الشخصية إلى التخفيف من خطورة ما قام به أحد اللاعبين أو تهميش قضية رياضية ما، فعندما تحدث قضية رياضية بالأندية والاتحادات الرياضية توضح الصحافة الرياضية ماذا يحدث فعلاً وهل يكون لها دور فعال في صناعة القرارات بهذه الأندية والاتحادات.

إن إعلامنا الرياضي بمجمل القول لا يسير في الاتجاه الصحيح, بل أصبح وسيلة سيئة للتعريف بالوسط الرياضي, و ساهم في مزيد من الاحتقان ضده سواء من المسؤول أو المشجع, وضعف المحتوى وغابت المعلومة الصحيحة, وأذكى دوامة الاحتقان والكره في بعض مواقفه.. فهل من أمل قريب كي ينصلح الحال؟!.