أكد مدير مركز الاستشعار عن بعد بجامعة بوسطن الأمريكية العالم المصري الدكتور فاروق الباز أن العالم أجمع لا يستطيع إغفال جهود ومساهمات العلماء العرب والمسلمين في اكتشاف وارتياد الفضاء، مشدداً على أن الحمم الشمسية هي أخطر تحد يواجه العلماء في المرحلة الراهنة.

وقال الباز خلال حديثه أمس في المؤتمر العشرين للجمعية الدولية للقباب السماوية، والذي تنظمه مكتبة الإسكندرية "إن علماء مثل جابر بن حيان وأبوالفداء والبيروني وضعوا الأسس العلمية السليمة التي اعتمد عليها العالم في تطوير علوم الفضاء إلى يومنا هذا."

وتحدث الباز عن أهم التحديات التي يواجهها العالم في مجال العلوم والفضاء في المستقبل، ومنها ظاهرة الحمم الشمسية، وهو التحدي الذي يواجه العلماء في الفترة الحالية والذي يجب أن يفكر الإنسان في آثاره في الأعوام المقبلة، مشيراً إلى أن الدراسات قد أثبتت أن الدورة الشمسية ستكون أكثر كثافة في المرات المقبلة مما سيؤثر على الحمم الشمسية، وهي طاقة وإشعاع هائل سينطلق من الشمس ويؤثر على الأرض والنظم الكهربائية الخاصة بها.

وعن مهمة وصول الإنسان إلى كوكب المريخ، قال العالم المصري "إن كوكب المريخ يمكن أن يدعم الحياة البشرية عليه؛ لأنه يحتوي على الثلج الذي يمكن أن يتحول إلى مياه، كما أنه يحتوي على غلاف جوي مما قد يمكن الإنسان من التواجد به لفترة طويلة".

وأضاف أن جهود العلماء في الوصول إلى المريخ يواجهها بعض العقبات منها أن رحلة الوصول إلى المريخ تستغرق من ستة إلى تسعة أشهر باستخدام التكنولوجيا الحالية، ولذلك يجب التوصل في خلال الأعوام المقبلة إلى وسيلة نقل مختلفة للوصول إلى المريخ في فترة زمنية أقل ودعم احتياجات رواد الفضاء من الأكسجين والطعام.

وأكد الباز أن المعرفة المتزايدة عن خصائص القمر والتي تم التوصل إليها من خلال مشروع أبولو تم استخدامها بشكل فعال في معرفة تاريخ الأرض وخصائص كوكب الأرض، فإن عمر القمر وكوكب الأرض يقدر بـ 4.6 مليارات عام تقريبا.

وأكد الباز أن كوكب المريخ يرتبط ارتباطاً وثيقاً بالأرض، فهو قريب جداً منها وما زال يتغير جيولوجياً مثلها، وقد أدى هذا الارتباط إلى اكتشاف العلاقة والسمات المشتركة بينهما من خلال الأبحاث العلمية في وكالة ناسا وهو الأمر الذي تم تطبيقه لتوضيح التشابه بين المريخ وصحراء الجزء الجنوبي الغربي في مصر.

وأشار إلى أنه حرص على ربط الثقافة العربية بالإنجازات التي توصل إليها العلماء خلال مشروع أبولو، فقد حمل رواد الفضاء سورة الفاتحة معهم أثناء رحلتهم إلى القمر، كما تمت تسمية أحد معالم كوكب المريخ باسم "القاهرة".