مشروع تطوير أمامه الآن خياران: السباحة أو الغرق . Sink or Swim


.. حوالي خمسمئة ألف معلمة ومعلم وثلاثون ألف مدرسة وخمسة ملايين طالب أو طالبة ومعهم القيادة والمجتمع المتورم على هذا القطاع المتذمر من أدائه.. كلهم يرقبون الأمل ويدعون بالنجاح... والأمل في خطوات كبيرة فاعلة...


مل المجتمع خطوات الطفل التي أدت إلى اللامكان... ونتج عنها المراوحة. الكل يرقب أن تعيد المدرسة تعريف دورها. كان المسرح المجتمعي مسرحاً بسيطاً ... تتكـامل عناصره في البيت والمدرسة والمسجد والشارع والجـيران والـراديو وقناة التلفزيون الوحـيدة.. كلها تتكامل والآن يعرف الجميع أن كل هذه العناصرتتضاد... الكل يتغير والمدرسـة باقية على دورها السـابق كما هي.. سـاكنة مستسلمة تتقاذفها العناصر الأخرى بل تلغي دورها وتأثيرها... فما نـراه من ممارسات طلابية في المدرسـة هو نتاج العناصر الأخرى التي كانت أقوى تأثيراً من المدرسة فهزمتها... المدرسة الآن ضعيفة التأثير لأنها لم تقم بإعادة تعريف دورهـا وفق مسـتجدات العصر... المدرسـة يجب أن تكون الأقوى نفوذا بما يجب أن تتمتع به من إمكانيات: معلم متعلم ومدرب تدريباً عصرياً في بيئة مدرسية تتمتع بمحتويات عصرية تمارس فيها برامج وأنشطة فيها روح العصر ونكهته.. ومسـتخدمةً مناهج تكفل للطـلاب أن يقوموا هم بإنتاج المعرفة عبر مشروعات تدريسية يقومون هم بها لا ساكنين مستسلمين ولا خاملين طيلة ساعات اليوم الدراسي كما هو الحال . كل ذلك يتعرض لبرامج تقويمية تدخل الفصل الدراسي بأدوات علمية تمكن المقـوم من التعرف على حقيقة ما يجري داخل الفصل الدراسي لتعزز إيجـابيات ما يمـارس داخله وتعالج سلبياته..





نرى أن يستقطب المشروع الكـفاءات التي لا تتحدث بالقـصص الجـميلة بـل تمارسها. الكفاءات التي تعرف المعايير العالمية بل تراها ماثلة للعيان..


نريد مشاركة مجتمعية في المشروع.. لقد مورست طرق عديدة لتطوير التعليم ولم يشهد المجتمع لتلك الجهود، فلماذا لا يشترك في المهمة التي هي في الأصل تهدف لخدمته.. المتخصصون يعرفون أن هناك حراكاً واسعاً وجهداً كبيراً إلا أن المجتمع لا يعرف التفاصيل وإدخاله في التفاصيل ليس بهدف تعريفه بما يتم إنجازه بل إشراكه فعلياً في المهمة.


المجتمع يقف على منظور لا يراه غيره وإشراكه يقفل كل سـلبيات ذلك المنظـور.. والشـراكة يجب ألا تقتصر على إقامة ندوات بل اسـتخدام تـلك الـندوات في تمكينه من الانخـراط في عمق المهمة وهناك تجـارب ناجحة لـدى الآخر نتج عنها تطوير حقيقي. نحن في السنة الرابعة من عمر مشروع "تطوير"..


المجتمع يقول إنه يريد أن يرى شواهد وأدلة وأمثلة على انعكاس المشروعات على الفصل الدراسي وعلى مستويات الدارسين.. يريد أن يرى مزيدا من فاعلية هذه المشروعات التي يتم تنفيذها عن طريق ربط تلك المشروعات بأهدافها ليرى المجتمع هذا التأثير على أرض الواقع في تقدم تلك المستويات..


يريد أن تعطى المدرسة دوراً تنافسياً مع الإنترنت وقنوات الإعـلام والقـرناء... هذا الدور وهذا التأثير على مستوى الطلاب هو ما يريد المجتمع أن يرى نتائجه في مشروعات تطوير لا مجرد الإعلان عن المشروعات وتنفيذها...


مشروع تطوير، بدأ العوم والمجتمع كل المجتمع يرقب إما أن يتمكن من السباحة وإما أن يغرق والحَكَمْ هو المجتمع. فهل يشهد المجتمع للمشروع بالعوم إلى الساحل.. ندعو الله مخلصين بذلك.