دعا خبراء وإعلاميون عرب إلى دور أكبر لوسائل الإعلام في تدعيم العلاقات البينية العربية، معتبرين أن بعض الحكومات العربية استخدمت وسائل إعلام تابعة لها في الإضرار بالعلاقات العربية البينية، لأسباب تعود إلى خلافات سياسية طارئة، مما ترك أثراً سلبياً على العلاقات الاستراتيجية بين الدول العربية وشعوبها. وبحث الخبراء التطورات الحاصلة على صعيد اقتصاديات الإعلام، مستشهدين بتجارب ناجحة لوسائل إعلام ذات ملكية خاصة، في "الملتقى الثاني لقادة الإعلام العربي"، الذي نظمته مكتبة الإسكندرية بالتعاون مع "الملتقى الإعلامي العربي"، والذي يختتم أعماله اليوم. وافتتح محافظ الإسكندرية اللواء عادل لبيب فعاليات الملتقى أمس، داعيا الخبراء والإعلاميين المشاركين إلى دور أكبر في بلورة خطاب إعلامي قادر على التصدي للتحديات التي تفرزها وسائل الإعلام الغربية. وقال مدير الإعلام بمكتبة الإسكندرية خالد عزب إن التجمع الكبير لعشرات الإعلاميين المرموقين في العالم العربي بالإسكندرية يطرح تساؤلات عن استمرارية مركزية أدوار العواصم في الفضاء الإعلامي العربي، خصوصا في ظل التغيرات التكنولوجية والاتصالية الجديدة. وتوزعت فعاليات اليوم الأول للملتقى على جلستين رئيستين؛ أولاهما بحثت موضوع الإعلام والعلاقات العربية، ومحاولة التعرف على مدى تأثير السياسة في الإعلام والإعلام في السياسة فيما يخص العلاقات البينية بين الدول العربية، واتجهت النقاشات إلى المطالبة بأدوار إعلامية أكثر استقلالية لوسائل الإعلام العربية خصوصا فيما يتعلق بالعلاقات الخارجية. وبحثت الجلسة الثانية في اقتصاديات الإعلام مركزة على تجربتي الصحيفة اليومية "المصري اليوم" وفضائية "المحور"، مستعرضة الضغوط التي تواجه اقتصاديات المشروع الإعلامي الخاص، والتداخل بين مصالح ملاك الوسائل وسياستها التحريرية. ويناقش الملتقى في جلتسه الختامية اليوم موضوع الإعلام والسلطة، الذي يستعرض الضغوط على الإعلام من جانب الحكومات العربية، وإمكانية التعاطي مع تلك الضغوط بشكل يحفظ الاستقلالية والمهنية للإعلام ويساعده على النهوض بأدواره.