ثارت ضجة كبرى في بلجيكا أمس إثر تقديم وزير الشؤون الداخلية والتكامل والسياحة الفلامنكي جيرت بورجوا طلبا رسميا للحكومة للسماح بإذابة جثث الموتى في الأحماض، وذلك لتوفير الزحام المتزايد فى المقابر الناجم عن دفن الموتى بكامل هيئتهم. وقال بورجو إن أبحاثا تجرى في بلجيكا على نطاق كبير لتنفيذ هذه العملية، وليس على الحكومة إلا إعطاء الضوء الأخضر لتنفيذها على نحو رسمي لحل العديد من المشكلات التي يسببها دفن الموتى بصورة تقليدية. ووفقا لبورجو فإن إذابة الموتى ستتم عن طريق وضع جثمان المتوفى فى إناء مصنوع من الألومنيوم والمبطن بمواد عازلة، ويتم ملأه بمواد كيميائية بجانب المياه، وخلال 3 ساعات، سيتحلل الجثمان، ولن يتبقى إلا بعض أجزاء من العظام، هي التى يمكن تسليمها لأسرة المتوفى لإقامة جنازة حولها ولدفنها بالمقابر. وأكد بورجو أن تلك الوسيلة ستوفر مساحات وزحاما بالمدافن، كما ستحمي البيئة من انبعاثات ثاني أكسيد الكربون الناجم عن إحراق بعض الجثث، حيث يوصي بعض الأشخاص بإحراق جثثهم، كما يوجد هذا التقليد في بعض المذاهب العقائدية، في تقاليد بعض القبائل والأعراق. وأكد الوزير الفلامنكي أن إذابة الجثث ستكون المخرج الوحيد في المستقبل للحفاظ على البيئة من التلوث وتراكم مخلفات الموتى، وأنها الطريقة المثلى والأكثر استدامة. وقد أثار مطلب بورجو ردود أفعال رافضة ومستنكره بين طوائف الأديان السماوية على مختلف أنواعها، وندد رجال الدين الإسلامي بهذا المطلب الغريب، وأكدو أن المسلمين يرفضون بصورة قطعية إذابة جثث الموتى، فللموت حرمته ويجب تكريم الإنسان بدفنه على هيئته التى توفي عليها. كما رفض رجال الدين المسيحي أيضا الفكرة، وقال أحد القساوسة إنه لا يعقل أن تمسك أسرة المتوفى المكلومة بصندوق صغير به قطع عظام هي كل ما تبقى من فقيدها، لتسير خلفه في جنازة لدفن هذه العظام، مشيرا إلى أن العملية لا تتعلق بالشكل فقط، بل بالمشاعر الإنسانية.