أحيانا أشعر أنني بحاجة لسكرتير خاص مهمته الوحيدة هي قراءة غرائب التصريحات الرسمية التي تنشرها وسائل الإعلام، وشرحها لي!
إما أنني أعاني من صعوبات في الفهم.. أو أن هذه التصريحات فوق مستوى فهمي.. ولذلك لا بد أن أتخذ خطوات علمية كي ألحق بالعالم من حولي..
تصريحات كثيرة سمعتها خلال الأيام الماضية رسمت علامة استفهام تحوم فوق رأسي كأنها طائرة هليوكبتر!
دعونا نضع يدنا على جهة رسمية واحدة.. ولأننا نمون على وزارة التربية أكثر من غيرها ـ بيننا عيش وملح وتعاميم ـ فسأضربها مثلا.. خاصةً أنها من أكثر مؤسسات الدولة التي جعلتني أشك في قدراتي التحليلية والاستقرائية..
هاكم هذا المثال: إحدى إدارات الوزارة وضعت على موقعها الإلكتروني استفتاء مهما حول مستوى الرضا عن المدارس.. وشارك فيه عدد من النخب والفعاليات المختلفة كالتربويين وغيرهم..
كانت النتيجة أن 56% من المصوتين عبروا عن عدم رضاهم عن المدارس الحكومية!
لكن الوزارة لم يعجبها هذا الكلام.. ورفضت الاستفتاء.. وألقت بآراء الناس في سلة المهملات.. وكأنها تقول لهم "من أنتم"؟!
ـ تماما كما كان رد الشاعر العربي القديم: "يقولون هذا ليس بالرأي عندنا.. ومن أنتم حتى يكون لكم عند"!
لم أصدق وأنا اقرأ رد الوزارة: "إن أي استطلاع للرأي ليس بالضرورة أن يكون علميا، المصوتون قد يعطون من خلال تصويتهم في الاستفتاء مؤشرا، ولكن يتم اعتماد الدراسات العلمية"..
هكذا باختصار شديد.. "كنا نمزح معاكم"!
طالما أن الحكاية "قولوا ما تشاؤون وسنفعل ما نريد".. إذن ما اللازم لهذه الاستفتاءات وهؤلاء المستشارين وهؤلاء الخبراء؟!