وسأنفي عن نفسي التهمة أنني ضد أحد، أما إذا كانت التهمة أنني – مع – الشاب المواطن ضد كارتيل – السوق الوافد، فهذه تهمة سأتلبسها بكل فخر.

أنا أشرب المشروب الغازي في باريس من يد فرنسية وآخذ حبة البنادول في كوالالمبور من يد ماليزية مثلما أتكلم – الأميركية – مع موظف المكتب السياحي في دنفر الأميركية. وإذا كنتم تعتقدون أن – السعودي – لن يعمل بألفي ريال في شركة خاصة فإن هذا الاعتقاد يأخذكم للكذبة الكبرى في هذا الوهم: كيف وصل حجم تحويلات العمالة السنوية إلى 96 مليار ريال في العام الأخير، إذا كنتم تعتقدون أن الوافد الأجنبي يقتنع في الشهر بألف ريال وكيف وصلت هذه (الألف) مضروبة في (الملايين السبعة) من الوافدين إلى هذه المليارات الهائلة؟

لماذا نكذب على واقعنا وأنفسنا إذا كنا نتفرج على كارتيل الدواء والأجهزة الطبية وهم من جنسيتين أو ثلاث يسيطرون على مناجم الذهب رغم أن – كشف الجريمة – في حق أبناء هذا الوطن لا يستغرق أكثر من زيارة واحدة لكشف واقع هذه الشركات وفحص أسماء العاملين بها الذين لا يمثل لهم راتبهم الشهري إلا تغطية قانونية زائفة؟

لماذا نضحك على أنفسنا ونحن نتفرج على – الصيدلية – ذاتها وهي تغزو كل شارع في كل المدن رغم أنك لن تجد فيها سعودياً واحداً على الإطلاق، حتى رغم الحقيقة التي تعرفها وزارة التجارة ووزارة العمل في أن أرباح الصيدلية الواحدة الصافية تماماً تصل لثلاثين ألف ريال على أقل تحفظ؟

لماذا يندر وجود سعودي واحد في آلاف مكاتب السياحة رغم أنها تأخذ من مستخلصات الدولة في العام الواحد ما يناهز المليار ورغم أن أرباحها الصافية، وبالبرهان، مليارات ثلاثة.

تعالوا لآخذكم معي إلى ما تشاؤون من هذه – الكانتونات – المغلقة وتعالوا لنفضح الحقائق على رؤوس الأشهاد وعلى رأسها – تطفيش – ابن الوطن إن دخل مثل المسمار الخشبي في هذه الآلة الوافدة.

تعالوا لأبرهن لكم عن مأساة بضعة شباب في شركة تشربون إنتاجها كل يوم. الشاب السعودي لا يطلب ترفاً ولكنه يترقب يداً من حديد لتفكيك هذا الكارتيل ولإعادة دورة الاقتصاد الضخم إلى الجيب المستحق.

أعطوني مزيداً من هذه الفضائح.