المفاجأة التي فجرها المحرك الفعلي والراسم الحقيقي لاستراتيجيات نادي الاتحاد, الموصوف بالعضو الداعم عبدالمحسن آل الشيخ, بتعاقده "عن بعد" مع المدرب البرتغالي مانويل جوزيه لتدريب فريق الكرة الأول لدى عميد الأندية, أعتبرها نقلة نوعية لمستقبل الكرة الاتحادية, وربما السعودية على صعيد الأندية والمنتخبات أيضاً.
ليس السبب أن "الداهية" جوزيه ينفرد بأكثر من رقم قياسي أمام كل مدربي العالم خلال تدريبه لفريق الأهلي المصري لـ4 سنوات متتالية حقق خلالها 19 بطولة وخاض 69 مباراة معه دون هزيمة.. بل للمدرسة التدريبية التي ينتمي إليها هذا الرجل وما تحمله من أصول احترافية شديدة التعقيد.
اقتربت من هذا الرجل لموسمين كرويين ماضيين, وعلاقتي به جعلتني أتفهم إلى حد كبير شخصيته الكروية والسيكولوجية, وبمجرد أن علمت بخبر تعاقد الاتحاد معه, تولد عندي على الفور إحساس بالشفقة على إدارة الاتحاد المقبلة, ونجوم فريق الكرة أيضاً.
جوزيه شخص غريب, يجمع كثيراً من المتناقضات, فهو يبدع كلما كانت الأجواء من حوله مليئة بالتوتر, حتى إنه يختلق أحياناً المشكلات ليضع نفسه في أجواء التحدي التي يعدها الوقود المحرك لعجلة الانتصارات, وفي الوقت الذي لا يعترف فيه بنجم سواه, يعمل مفكراً وفليسوفاً ومعلماً وأباً لنجوم الفريق.
فقط أردت ان أوصي كل من له صوت في الجمعية العمومية بنادي الاتحاد, أن يرشح رئيساً ومجلساً مؤمناً بالعمل المؤسسي, وليس متسلطاً على فريق الكرة, ويطلق العنان لجوزيه ليكون مدرباً وقيادياً ومديراً للفريق, فالرجل لا يؤمن بوظيفة مدير الكرة ويعتبر صاحبها معوقاً لسير العمل, فهكذا فعل في الأهلي وجعل من مساعده, المدرب الحالي حسام البدري, القائم بأعمال مدير الكرة, ليكون فقط همزة الوصل بينه وبين الإدارة.
الخلاصة, نجاح جوزيه وقيادته للاتحاد نحو عصر ذهبي جديد, مرهون بهوية رئيس النادي المقبل.
ونجاح جوزيه في صناعة تاريخ جديد للعميد, سيكون مرهوناً بقدرة قائد الفريق محمد نور على تنفيذ دور اللاعب الملهم "على طريقة دور أبوتريكة في الأهلي المصري".
أرى في الأفق شعاع الذهب يحيط بسماء الاتحاد, فهل من رئيس يجد ذاته في إنكارها, إنه الاختبار يكرم فيه المرء أو يُهان.