في 30 مارس من العام 1976، حاول القادة الإسرائيليون إجراء اختبار على مدى تقبل المواطنين العرب لفكرة يهودية الدولة، عبر مصادرة أراضيهم داخل الخط الأخضر.

كانت عملية جس نبض، قوبلت بما قوبلت به من إضرابات وتظاهرات وصلت إلى حد المواجهة مع قوات الاحتلال، وسقوط الشهداء من أصحاب الأرض العُزل إلا من إيمانهم بحقهم.

30 مارس من كل عام، تحول إلى مناسبة وطنية فلسطينية، يعبر فيها كل حامل لمفتاح بيته القديم، أن لا محالة من العودة إلى بيوت القدس وحيفا ويافا، وكل مدينة من مدن فلسطين.

شكلت الأرض بالنسبة للفلسطيني مركز الصراع مع العدو الصهيوني، وكانت نقطة الالتقاء بين كل الفلسطينيين على مختلف انتماءاتهم التنظيمية، أجمعوا عليها، واضعين نصب أعينهم مواجهة العين بالمخرز، ونجحوا لأول مرة بتنظيم صفوفهم في الأراضي المغتصبة، والسير بالمواجهة إلى النهاية، فافشلوا في حينه سياسة التهويد والمصادرة، ورفعوا قضيتهم إلى أعلى مستوى عالمي.

فليكن يوم الأرض عبرة للقادة الفلسطينيين اليوم، من أجل وحدتهم وإعادة تجميع شملهم، لمواجهة الدولة اليهودية التي انتقلت من الشعار، إلى التطبيق، ومنع عمليات التهجير التي تخطط لها إسرائيل في القدس المحتلة وغيرها من مدن الخط الأخضر. ربما بذلك يصون القابعون في رام الله وغزة، دماء من استشهد ليس في يوم الأرض، وإنما على طول الصراع العربي ـ الإسرائيلي.