أضحكتني مطالبة رئيس جمعية المسرحيين السعوديين بمنح المرأة فرصة الوقوف على خشبة المسرح، وإنني أرفض هذه المطالبة المحدودة الأثر للمرأة السعودية، فهي لن تضيف لها شيئا على الإطلاق، إذا ما علمنا بأن حياة المرأة السعودية بكاملها عبارة عن مسرحية كوميدية كبيرة.. فكل فصولها باعثة على الضحك ومحرضة عليه.

أليس من المضحك؟ أن المرأة السعودية التي تناط بها قيادة أجيال بكاملها والوصول بها إلى آفاق الكرامة والحرية والشجاعة والقوة، هي في حقيقة الأمر لا تستطيع أن تقود مركبتها إلى البقالة المجاورة لبيتها بنفسها؟ فضلا عن أنها مسلوبة الحرية في أبسط القرارات في الأمور اللصيقة بها، فكيف للأسير أن يمنح الحرية لمن حوله.

أليس من المضحك أن ينادي المنادي بمنح المرأة الحق في الزواج بمن تريد وأن تتم مشاورتها قبل تزويجها ضمن الإطار الشرعي (إذا أتاكم من ترضون دينه وخلقه فزوجوه)، ثم تطلّق من صاحب الدين والخلق ظلما وعدوانا بحجة عدم تكافؤ النسب.

أليس من المضحك (المبكي) أن تبدأ حياة المرأة السعودية بالحجر عليها في المنزل وحرمانها من وظيفة تعتمد عليها بعد الله في سد عوزها خوفا عليها من الاختلاط لأنها (جوهرة مصونة ودرة مكنونة) وتنتهي بها (فحمة) تحترق في الطريق وتحت الشمس أمام المحلات التجارية تمد يدها متسولة، رجاء أن يمن عليها أحد المحسنين لإطعام أطفالها بعد أن تركها والدهم بلا ورقة طلاق تقدمها للضمان الاجتماعي.

أليس من المضحك أن ندعو المرأة الأم إلى تعزيز ثقة أطفالها بأنفسهم ونعتبر هذا الأمر من أسس التربية الصحيحة، ثم نعامل هذه المرأة نفسها بوصفها كائنا فاقدا للثقة والأهلية فتلاحق بالشكوك والريبة وتسلط عليها عصا التقويم والتأديب.

أليس من المضحك أن يتم ربط الاحتساب والنهي عن المنكر بوجود المرأة فجل قضايا الاحتساب تتلخص في ملاحقة المرأة ومحاصرتها حتى لا تفسد المجتمع، ثم تضلل عقول جيل بأكمله فتغيّب صورة المرأة الأم والأخت والمربية والمعلمة والمرشدة وتبقى صورة المرأة "الألعوبان".

لذلك فإن حياة المرأة السعودية ليست مسرحية كوميدية فقط بل هي مدرسة للفن الكوميدي في العالم.