تحول بشكل سريع مهرجان لاعب القادسية المعتزل غازي عسيري من مهمة إنسانية تكريمية إلى مماطلة وتسويف ولي للذراع، وعندها انكشفت الأقنعة للجميع بأن غازي لم يكن سوى فقرة دعائية انتخابية تسبق الجمعية العمومية لناديه.
فإدارة القادسية التي كانت تبني على حفلة غازي آمالا انتخابية عريضة، عادت لتفتح النار على اللاعب بعد أن رفع شكوى عليها دون أن تدري أنها في كثير من المواقف كانت تدين نفسها، فممثلها الإعلامي خرج ليؤكد أن اللاعب استلم كافة حقوقه وأنه يتجول بسيارته في شوارع الخبر وأن على الجميع أن يعتذر منهم كإدارة. وبعد 24 ساعة صدر بيان ليؤكد أن اللاعب رفض استلام الشيك ومخالصات موقعة من طرف واحد. وما بين الأخذ والرفض مسافات تثبت من الصادق ومن الكاذب في هذه القضية الواضحة معالمها. في إحدى مكالماتي مع غازي كان يتحدث بحرقة وألم .. يتحدث عن أطفاله أكثر مما يتحدث عن اعتزاله .. تحدث كثيرا عن لقاءاته مع رئيس القادسية عبدالله الهزاع ومعاونيه ومحاولتهم إقناعه بأخذ مبلغ 221 ألفا من أصل 1.3 مليون ريال حصيلة مهرجان اعتزاله.
من المخجل أن تساوم إدارة النادي لاعبا معتزلا في حقوقه بدلاً من دعمه، ولا يبدو من المعقول أن يعلن الهزاع عن طريق القنوات الرسمية والفضائية تبرعه بكافة مصاريف الحفل ثم يأتي بعد نهاية التكريم ويقول الأهلي المصري حضر للعب في المهرجان مقابل 600 ألف ريال واللجان العاملة لها كذا ورعاية الشباب لها كذا والشركة التي أقامت الحفل لها كذا .. إذاً ماذا بقي من العمل الإنساني الذي تدعيه الإدارة وبماذا تكفل الهزاع أصلاً؟
محزن ما وصل له العمل الخيري في القادسية، لكن يبقى لغازي رب يأخذ بحقه ويحميه.
وصدق صلى الله عليه وسلم وهو يقول عن ربه " يا عبادي إني حرمت الظلم على نفسي وجعلته بينكم محرما فلا تظالموا".