أنهت وزارة التربية والتعليم أمس ظاهرة التجمعات قبالة مقرها الرئيسي في الرياض والتي تواصلت على مدى ثلاثة أيام، بعدما وعدت المتحدث باسم 400 خريج من كليات المعلمين دفعتي 27 و28 بعقد اختبار قياس استثنائي لهم، وتعيين من يجتازه منهم فوراً مطلع ذي الحجة المقبل، وترسيمهم مع زملائهم المعينين قبل عدة أسابيع بأثر رجعي.

وقال ممثل الخريجين المتجمهرين مغرم الغامدي إن الحل جاء على لسان وكيل وزارة التربية والتعليم للشؤون المدرسية الدكتور سعد آل فهيد، على خلفية لقائه به أمس، موضحا أن "التربية" لم تتنازل عن شرط اجتياز "القياس" الذي قررت عقده استثنائيا ولكن بعد دورات تأهيلية لمن فشلوا في اجتياز السابق تبدأ خلال الفترة من 16 شوال وحتى 16 ذي القعدة.



حسمت وزارة التربية والتعليم موقفها من تجمع خريجي كليات المعلمين المتعثرين في اختبار القياس والذين أمضوا نحو 72 ساعة قبالة مبنى الوزارة بالرياض، ووجه وزيرها الأمير فيصل بن عبدالله بحل عاجل لمعاناتهم، مع عدم التخلي عن شرط اجتياز "القياس" وذلك بتنفيذ دورات تأهيلية لهم تساعدهم في اجتيازه تبدأ خلال الفترة من 16 شوال وحتى 16 من ذي القعدة للعام الجاري، على أن يعقد بعد الدورة مباشرة اختبار قياس استثنائي لخريجي برنامج الحصر من دفعتي عامي1427 و1428، ومن ثم تعيينهم فوراً مطلع ذي الحجة المقبل، وترسيمهم مع زملائهم المعينين قبل عدة أسابيع بأثر مالي رجعي لهم.

أوضح ذلك لـ"الوطن" أمس المتحدث باسم الخريجين مغرم الغامدي، مبينا أن هذه التأكيدات جاءت على لسان وكيل وزارة التربية والتعليم للشؤون المدرسية الدكتور سعد بن سعود آل فهيد، على خلفية لقائه به أمس ممثلاً عن زملائه الخريجين.

وقال الغامدي إن الفهيد أكد له أن اللجنة المختصة بتعيين خريجي كليات المعلمين من دفعتي عامي 1427 و1428 اجتمعت مع مسؤولي الجامعات التي ستعقد فيها الدورة التأهيلية للخريجين لتحديد مواقع الكليات وقدرتها الاستيعابية تمهيداً لتوزيع الخريجين عليها.

من جانبه، أكد عميد كلية المعلمين بجامعة الملك سعود بالرياض الدكتور علي بن عبدالله العفنان، أن الكلية رفعت مشروع البرنامج التأهيلي لخريجي كليات المعلمين الذين لم يعينوا مسبقا إلى وزارة التربية والتعليم وأنه في انتظار الرد، واصفاً تجمعات الخريجين أمام مبنى الوزارة هذا الأسبوع وإضرابهم عن الأكل والشرب بـ"الأسلوب غير الحضاري"، وأنه "لا يمكن اعتباره سلوكاً يصدر عن شخص يتطلع إلى أن يكون معلماً في الغد، مما قد يعزز الصورة الموجودة لدى البعض بأنهم غير مؤهلين، ويعطي مؤشراً واضحاً إلى الحاجة لإعادة تأهيلهم".

وبين العفنان لـ"الوطن" تأييده إلحاق هؤلاء الخريجين ببرامج تأهيلية تنفذ بالتعاون بين الوزارة والجامعات في عموم مناطق المملكة، وأن تكون مدتها الدراسية فصل أو سنة دراسية حسبما يقتضيه البرنامج والدور المطلوب من المتدرب بعد التخرج، وقال إن الـ35 يوماً التي حددتها الوزارة للبرنامج غير كافية لتقديم المهارات والعلوم والأساسيات التربوية والتعليمية لدخول مهنة التدريس، في وقت تسعى فيه الوزارة إلى الجودة في التعليم والبحث عن الأفضل في ظل مشروع الملك عبدالله لتطوير التعليم.

وحول التعهدات الخطية التي وقعها الخريجون أثناء دخولهم الكلية بالعمل في الوزارة، أوضح العفنان أن آخر سنة جرى التعامل فيها بتلك التعهدات للمتقدمين هي عام 1421 للتخصصات جميعها باستثناء اللغة الإنجليزية التي استمر التعامل معها حتى عام 1424، مشيرا إلى أنه "على حد علمي، فإن غالبية خريجي كلية المعلمين بالرياض تعينوا جميعاً".

وطالب العفنان المؤسسات التربوية من كليات وجامعات بالتعاون مع الوزارة لتقديم الدورات التأهيلية للخريجين، داعياً الخريجين أنفسهم إلى التعامل الراقي والحضاري في المطالبة والبحث عن وظائف لهم "وليكن لديهم القناعة التامة بأن حقل التعليم يبحث كل عام عن معلمين، كونه المجال الأكبر في استيعاب الشباب وتوظيفهم" على حد تعبيره.

وكان نحو 400 خريج من كليات المعلمين من دفعتي عامي 1427 و1428 تجمعوا أمام مبنى الوزارة صباح الأحد الماضي، واستمروا ثلاثة أيام، مطالبين بحل مشكلتهم، وتعرضوا لأشعة الشمس الحارقة بدرجة حرارة لامست 50 درجة، كما اتخذوا من الأرصفة مكاناً لنومهم طيلة فترة اعتصامهم والأشجار ظلالاً لهم، قبل أن يغادروا مواقعهم بعد وعد الوزارة لهم أمس بحل مشكلتهم.