أوضح وكيل أمانة العاصمة المقدسة للمشاريع والتعمير المهندس خالد الهيج أن الطريق الدائري الرابع يعتبر الأكثر جدوى نظرا لكون معظم الأراضي التي يمر بها غير مستغلة مما يقلل من تقديرات نزع الملكية.

وبيّن أن تكلفة الطريق تبلغ 6 مليارات ريال، وطوله 70 كيلومترا ومن مزاياه، "فصل الحركة العابرة عن الحركة المحلية داخل المدينة، وتوزيع الحركة المرورية على محاور المدينة المختلفة، وزيادة السعة المرورية لنظام شبكة الطرق في المدينة، وتخفيف الاختناقات المرورية على شبكة الشوارع الداخلية، ورفع مستويات السلامة المرورية".

كما يتميز بتخفيف مستوى التلوث البيئي وتطوير المناطق الحضرية وشبه الحضرية للمدينة، وفتح آفاق جديدة لاستخدامات الأراضي في المناطق التي يمر بها، والمساهمة في توسع المدينة وتخفيف الضغط على المناطق المزدحمة وسط المدينة، ومساعدة الأمانة في المحافظة على مخططاتها المستقبلية للمناطق التي يمر بها الطريق وحماية حرم الطريق من الاعتداءات.

وأكد الهيج أنه على الرغم من وجود 6 مداخل رئيسية لمدينة مكة المكرمة إلا أن طريقي جدة السريع والسيل يخدمان ما يزيد عن نصف المركبات المرورية الداخلة والخارجة من وإلى مكة، مما يظهر الحاجة إلى المزيد من الطرق الدائرية التي توزع الحركة على محاور المدينة المختلفة، وتسمح للمرور الخارجي العابر دون استخدام شبكة الطرق الداخلية للمدينة لتخفيف حدة الاختناقات المرورية عليها.


شروط تصميمية

وأشار وكيل الأمانة للمشاريع والتعمير إلى أنه تم تصميم الطريق الدائري الرابع من قبل استشاري وطني؛ بحيث يحقق أعلى مستوى من الشروط التصميمية المتعارف عليها للطرق الدائرية على مستوى العالم؛ بحيث يكون الطريق حضريا ينسجم مع البيئة العمرانية في المناطق التي يمر فيها ويضيف عنصرا جماليا، ولا يسبب تشويها لها ويقلل ما أمكن من مستوى التلوث والإزعاج. ومتكاملا مع شبكة الطرق في المنطقة، بحيث يخدم المرور العابر ولا يعيق حركة المرور المحلي. وشموليا بحيث يأخذ بعين الاعتبار أساليب النقل المختلفة المتوفرة حاليا والمتوقع إنشاؤها في المستقبل (كالقطارات مثلا)، وحرا بحيث يوفر سرعات وسعات مرورية عالية، ويؤمن الدائري سهولة الانتقال ومستويات عالية من السلامة.

وأشار الهيج إلى أن المقطع العرضي للطريق يتكون من حرم يقدر بـ100 متر يشمل 4 حارات مرورية في كل اتجاه للطريق الرئيسي، و3 حارات مرورية في كل اتجاه لطريق الخدمة، وجزيرة وسطية بعرض 20 مترا لاستيعاب مسارات نقل عام مستقبلية، وجزيرة فاصلة بعرض 8 أمتار لاستيعاب المداخل والمخارج بين الطريق الرئيسي وطريق الخدمة بشكل آمن وفعّال.

وأوضح أن تصميم الطريق يوفر إمكانية تسيير قطار في المستقبل ضمن الجزيرة الوسطية دون الحاجة لتعديلات. كما يوفر سرعة تبلغ 120 كيلومترا في الساعة على الطريق الرئيسي وسرعة 80 على المحولات الاتجاهية.

وقال المهندس الهيج: إن تقاطع طريق العكيشية مع الطريق الدائري الرابع يمثل أحد المداخل الجنوبية لمكة المكرمة، ويخدم منطقة بطحاء قريش، كما يشكل جزءا مكملا للضلع الجنوبي الغربي للطريق الدائري الرابع الذي يربط طريق جدة السريع مع منطقة المشاعر. وتم تحديد شكل تقاطع الطريق الدائري الرابع مع طريق العكيشية بناء على الحجم المروري التصميمي للسنة التصميمية 1451، آخذين بعين الاعتبار مواسم رمضان والحج والأيام العادية. وتم تصميم التقاطع على شكل تقاطع ورقة البرسيم، حيث تمت خدمة جميع حركات الالتفاف إلى اليمين برامبات، وتمت خدمة جميع حركات الالتفاف إلى اليسار بحلقات. وأظهرت الدراسة المرورية أنه يتوقع أن تحمل حلقات التقاطع في حج 1451 أحجاما مرورية تتراوح بين 150 و700 مركبة في الساعة، لذلك لم يكن هناك حاجة للمحولات الاتجاهية.


مدخل جنوبي

وأكد وكيل أمانة العاصمة المقدسة للمشاريع والتعمير أن تقاطع الطريق الدائري الرابع مع طريق العكيشية بمكة المكرمة من التقاطعات الهامة؛ ويشتمل على جسرين بطول يزيد عن 300 متر. وتبلغ كمية الخرسانة المستخدمة في الأعمال الإنشائية أكثر من 4.5 آلاف متر مكعب. وأشار إلى أن تقاطع طريق الليث مع الطريق الدائري الرابع يمثل المدخل الجنوبي الرئيسي لمكة المكرمة، كما يشكل جزءا أساسيا من الضلع الجنوبي الغربي للطريق الدائري الرابع الذي يخدم الحركة المرورية بين طريق جدة السريع ومنطقة المشاعر خصوصا خلال موسم الحج.

وبيّن أنه تم تحديد شكل تقاطع الطريق الدائري الرابع مع طريق الليث بناء على الحجم المروري التصميمي للسنة التصميمية 1451، وبدأ العمل في إنشاء التقاطع وتم قطع مراحل متقدمة. من جانبه أوضح مدير عام المشاريع بالأمانة المهندس عباس قطان أن المشروع ينفذ على مراحل؛ وتم إنجاز مرحلتين إلى الآن، وجار العمل على إنجاز المرحلة الثالثة، مشيرا إلى أن الطريق يبدأ من جسر الملك فيصل بمزدلفة إلى حي العوالي ثم إلى مخطط بطحاء قريش ثم مخطط المروة ثم مخطط السبهاني ثم مخطط الهدى ثم يتصل بطريق مكة المكرمة ـ جدة السريع من عند محطة البنيان التي سيتم نزع ملكيتها. ثم طريق مكة المكرمة ـ جدة القديم ثم مخطط الفيحاء ثم مخطط العمرة (المنطقة المجاورة لأسواق السوريين)، ثم منطقة المقرح ثم منطقة وادي جليل ثم مخطط العسيلة. فالطريق يربط شمال مكة المكرمة بجنوبها وشرقها بغربها دون الحاجة إلى المرور من وسط المدينة مما سيؤدي إلى انسيابية الحركة المرورية في كل المناطق.

وأشار القطان إلى أن العقارات التي تعترض الطريق تم نزع ملكية بعضها وتعويض أصحابها بعد أن قامت لجنة تقدير العقارات المشكلة من مندوبين من الإمارة والأمانة ووزارة العدل ووزارة المالية وعقاريين من أصحاب الخبرة بتقدير قيمة هذه العقارات. أما العقارات الأخرى فسيتم نزع ملكيتها تباعا ومن ثم تقدير قيمتها.

وأكد أن الأمانة تعاقدت مع مكتب استشاري متخصص قام بدراسة مسارات الطريق وجدواه وانعكاساته على الحركة المرورية والتنظيمية في العاصمة المقدسة، وكذلك التقاطعات التي سيتم تنفيذها؛ وأثبتت الدراسة جدوى الطريق ونتائجه الإيجابية على كافة مخططات العاصمة المقدسة.





نقلة تخطيطية

وبيّن رئيس اللجنة العقارية بالغرفة التجارية الصناعية بمكة المكرمة الشريف منصور أبورياش أن الدائري الرابع الذي سيربط كل أحياء مكة سيحدث نقلة تخطيطية وتنظيمية كبيرة في كل الأحياء؛ وستصبح كل المخططات التي يمر بها الطريق ذات قيمة كبيرة، متوقعا حدوث ارتفاع في القيمة السعرية للأراضي قد يصل إلى 50% من القيمة الحالية.

وأشار أبورياش إلى أن الطريق يمر بـ10 مخططات سكنية، ففي شرق مكة ستنتعش المخططات في العسيلة والمعيصم والخضراء ومخططات الشرائع الـ17، وكذلك شرائع المجاهدين والجعرانة، أما في غرب مكة المكرمة فمخططات التخصصي والبوابة والروابي، وكل المخططات المحيطة ستشهد انتعاشة كبيرة لأن الدائري الرابع سيربطها بطريق المدينة المنورة وطريق الطائف الكر مباشرة.

وأكد أن المخططات الواقعة في شمال مكة المكرمة مثل البحيرات والعمرة والنوارية والفيحاء والتنعيم ستنتعش بشكل كبير لأن الدائري سيربطها بطريق جدة السريع وبطريق الطائف السيل، وفي جنوب مكة المكرمة ستزدهر مخططات الكعكية والسبهاني والمحمدية والشوقية وأم الكتاد ومخططات ولي العهد.

وأوضح مدير مرور العاصمة المقدسة العقيد أحمد ناشئي العتيبي أن الدائري الرابع سيسهم في تخفيف عدد المركبات في وسط المدينة ويحد من الاختناقات المرورية بشكل كبير؛ حيث تشهد أعدادا كبيرة من المركبات خاصة في ظل قدوم المعتمرين من الداخل.

وأشار إلى أن مكة لم تشهد تنفيذ طرق جديدة، واستكمال الطرق الدائرية الأول والثاني والثالث وتنفيذ الدائري الرابع سيسهم في انسيابية الحركة المرورية.