وصف عشاق ومحبو برشلونة الإسباني ما يتم تداوله بالإعلام الرياضي الدولي هذه الأيام من قرب ابتعاد نجم مدربي العالم جوسيب غوارديولا عن تدريب البلوغرانا مع نهاية هذا الموسم بما يشبه الكارثة الفنية التدريبية الجمالية والإبداعية.. هو في الواقع بحجم كارثة علمية مدوية مثل كارثة تشرنوبل النووية التي أرعبت العالم أجمع ولم يتم حصرها حينها في محيط المفاعل نفسه, وهذا هو الذي يحدثه من الآن ابتعاده ومنذ إطلاقه إعلامياً قبل عدة أيام.

وتشرنوبل هو كما الحال بالنسبة لمكانة المدرب.. هذا الرجل الخلوق جداً والمحب جداً للعرب وللمسلمين والذي يحتل مكانة مختلفة في نظر عشاق الكرة العالمية في أرجاء المعمورة، وليس فقط بنظر محبي برشلونة على انتشارهم وتمددهم في قارات العالم المأهولة.

ورأى المتابعون للكرة عربياً ودولياً الذين صدمهم غوارديولا في حديثه التلفزيوني الخاص ضمن برنامج وثائقي عن مناسبة تاريخية للنادي، أن قراره قد يؤثر سلباً على صناعة اللعب وفنونه في عالم التدريب ويعيد إثارة أساليب دفاعية بائرة تعد في نظر الخبراء أسهل طرق اللعب لدى المدربين الكسالى, فوجوده في فريق مثل برشلونة يمكنه من إيصال أفكاره وتصوراته التدريبية أسرع من الصوت إلى ملاعب العالم، على عكس ما لو كان في فريق آخر، وهذا سر من أسرار شهرة هذا الفريق.

وذكر المتخصصون في الكرة الأوروبية والإسبانية خاصة أن الوضع سيكون حرجاً جداً لواقع الفريق الموسم المقبل في حالة إصرار المدرب على المغادرة إلى ساحات التدريب في إنجلترا، كما هو متوقع (مان يونـايتد أو مـان سيتي أو تشلسي), فما رسمه ورسخه هذا الرجل سواء على أداء اللاعـبين على الصـعيد الفردي وكذا الصعيد الجماعي شيء بعيد بشهادة الإيطـالي الشهير أريغو ساكي الذي يؤكـد، بـل ويطالـب مـدربي اليوم أن يستفـيدوا مما يطبقـه غوارديولا من أساليب مبتكرة في عالم التدريب، على وجه الخصوص الموسم الماضي وهذا الموسم, حيث جعل نظراءه من المدربين عاجزين عن توصيل هذه الأفكار والأساليب المبتكرة إلى أذهان لاعبيهم.

والسؤال هنا: كيف لبرشلونة أن يزيد من نسبة نجاحه من كارثة خروج غوارديولا من تدريب الفريق؟ فحتما سيكون عشاق البارسا تواقين لمعرفة كيفية ذلك.. ومن منا كمحبين لا يرغب في ذلك؟

إن تعطل محركات الفريق الأفضل والأمتع في العالم أمر يدعو إلى الخوف والحزن بمجرد التفكير به، لكن ذلك لا يعني انعدام فرص النجاة بقدوم مدرب من طينة غوارديولا – و إن قلة قليلة جداً في يومنا الحاضر، فبعد القضاء والقدر هنالك الأسباب، ولطالما تحسنت فرق كروية عدة في مسيرة الكرة رغم ابتعاد أساطين تدريبية عن صفوفها إن بمحض الصدفة المفاجئة أو لحدوث ظروف ملحة دفعت هذا المدرب أو ذلك إلى اتخاذ قرار المغادرة في ساعة غير متوقعة للأنصار كما هو الحال الآن مع بيب.

إن وظيفة إدارة النادي بقيادة ساندرو روسيل هي ضمان سير مركب البارسا كما كان مع سلفه خـوان لابورتا الذي حقق مع هـذا الفريق والمـدرب إنجـازات أسطورية لم يسبق أن تحققت في تاريـخ الكرة, ويـأتي ثانياً عامل الخبرة، لـذلك يخضع الاختيار القادم بمشيئة الله إلى كم هي الخبرات المتراكمة لدى أصحاب الشأن في القلعة الكاتالونية العريقة في إطار إدارة شؤون كرة القدم على وجه التحديد.