•قبل عامين حدثني الدكتور محمد العضاضي" عن رواية لأميركي غريب الحياة والأطوار، حفظت اسمه منه حينها (سالنجر)، قال إنه لم يقرأ مثل تلك الرواية في كشفها للزيف والوهم الذي يصبغ كل مفردات الحياة من حولنا، ابتداء من العائلة وانتهاء بعلاقتنا بالعالم. عرفت منه أيضاً أن هذه الرواية بلغ مجدها أنها تطبع سنوياً لتدريسها في المرحلة الأخيرة من المدرسة الثانوية في مقررات التعليم بأميركا، بينما مؤلفها "جيروم ديفيد سالنجر" قد اختفى منذ صدور تلك الرواية، ولا أحد يجد له أثراً، بالرغم من الشهرة الواسعة التي حازتها روايته.
http:// www.youtube.com/watch? v =laPGz 6WMUao
•الرواية تحكي عن يومين من حياة مراهق غاضب بعد طرده من مدرسته بسبب رسوبه، رواية تصّور ما يعيشه صبي لم يبلغ العشرين عبر ثمانٍ وأربعين ساعة فقط، بحواراته واحتجاجه واكتشافه لزيف العالم؛ حيث كل البشر ممثلون، وكل واحدٍ يؤدي دوراً سخيفاً يتممّ به أدواراً أخرى لأناسٍ آخرين، وهكذا تشتغل مسرحية الحياة الكاذبة، المبنية على الوهم والزيف، وبدون هذا التمثيل المريع الفظيع سيخسر الجميع، لذلك فالجميع ملتزمٌ بدوره بمنتهى الحمق والنفاق لتستمر الحياة، وبقدر ما هذه الحقيقة مضحكةٌ ومثيرةٌ للاشمئزاز بقدر ما هي مؤلمةٌ وضرورية!.
•"سالنجر" الروائي، أو "هولندن كالفيد" كان يحلم أن يخرج من العالم إلى ضاحية من الغابات، ليعيش في غابة بعيداً عن أكاذيب البشر وخدعهم، وهذا ما فعله المؤلف "سالنجر" بالفعل، فبعد هذه الرواية اختفى، ولم يدر أحدٌ أين هو حتى مات في العام الماضي عن واحدٍ وتسعين عاماً، بينما روايته هذه صدرت في عام 1951 ضارباً بالإعلام عرض الحائط، وما كاد أحدٌ يعرف عنه شيئاً إلا بموته، بعد ستين عاماً من تلك الرواية. أحقاً ما زال هناك من يمكنه أن يكون صادقاً مع فكرته عن العالم ستين عاماً؟!.
•رواية سالنجر هذه ضربت ضمير أميركا، وكل المطلعين على الثقافة الأميركية، ألا يكفي أن هذه الرواية ذات الـ26 فصلاً، خرج منها فيلم بعنوان الفصل السابع والعشرون، عام 2007، وفي العام الذي يليه خرجت هذه الرواية في فيلم يعرض شاشةً زرقاء فقط لمدة 75 دقيقة ثم يعرض حدثاً لمدة ست ثوان، مصوّراً العمق المدهش في هذه الرواية.
•"غالب هلسا" نقل هذه الرواية إلى العربية، وعنوانها الأصل بالإنجليزي The catcher in the rye)) وذكر لي صاحب الفضل "محمد العضاضي" أن سيرةً ذاتيةً صدرت عن هذا الروائي الغريب بعد عام من رحيله.. وسأبحث عنها!.