في مشروع حجز الرمال بالأحساء، أو ما يسمى عند المواطنين بمشروع الرمال، والذي يعتبر متنزها للأحسائين، أقترح على وزارة الزراعة التي خطت اسمها بـ(المانشيت العريض) في المدخل الرسمي للمتنزه، رغم أن هذه الطبخة المحروقة تتقاسمها أكثر من جهة.. أقترح أن تغير اسمه إلى (مشروع التراب) لسببين رئيسيين من وجهة نظري:

الأول وهو المهم: أن المتنزهين هناك وبلهجتنا (ماكلين تراب) ويا ليتهم (ماكلين هوا) حسب التعبير الأكثر شيوعا في المحافظة، لكان الوضع أفضل بكثير، فبالإضافة لسوء الخدمات، بل عدم وجود خدمات من الأصل فلا حمامات ولا مصليات ولا دوريات أمنية في مكان متسع كهذا ولا خرائط أو إرشادات للمتنزهين ولا لوحات إرشادية إلا لوحات صغيرة تجدها بين مسار وآخر وضعها واحد يستهبل مكتوب عليها (الشجرة...... فحافظوا عليها) يا فرحتي، عدا بعض الباعة المتجولين هنا وهناك من أبناء القرى المجاورة للمتنزه (إن صح التعبير) يبيعون بعض التسالي وبعض الأطعمة المكشوفة أو المطهوة في البيت وعرضها في حرارة الجو عرضة للفساد والتلوث. إلا أن الأمر تجاوز هذا الموضوع بكثير، فالمتنزه مترامي الأطراف، مجهول الطرق والمسارات للزائر العادي، ومن المستحيل أن تستطيع تحديد موقعك لأي جهة تريد أن تصل، لذلك عند حدوث أي إصابة لا سمح الله، من لدغة سامة أو تعطل مركبة أو توعك صحي، فأنصحك بعدم إضاعة الوقت بالاتصال على الإسعاف، لأنني أعتقد أنه بمجرد أن يعرف مكان تواجدك سيجيبك بعنوان مقالنا (إذا فيك خير حدد موقعك)، فالأفضل لك أن تزحف لأي شارع رئيسي، و(تنسدح) بنص الشارع، و(إذا لك عمر بتعيش).

السبب الثاني: أن الداخل إلى هذا المتنزه بعد الاستعانة بالله واصطحاب بخاخات الربو، إن كان (من الرجال) يكفيه أن يتأمل أقدامه، والمرأة (أقدامها وعباءتها) ليعرف كل منهما أنه في مساحة ترابية لا مكان فيها للزراعة (مع اعتذاري لوزارة الزراعة) ولا حتى للرمل، هو مسار واحد مشجر، معلوم البداية والنهاية ويستخدم لتمرير كبار المسؤولين، إن (عنّ) لأحدهم زيارة هذا المعلم وما عداه فتراب. بل إن الزائر من خارج المنطقة والذي لم يألف الوضع هناك، أراهن أنه سوف يبكي عندما يشاهد الأطفال الصغار ممن لا يملك ذووهم تكاليف رحلة آمنة مرفهة، وهم يركضون خلف هذا الحصان العجوز أو ذاك بشعر أشعث أغبر وشفاه بيضاء من استفاف التراب، أو يشاهد طفلا صغيرا انطلق منحدرا عبر الزلاجة ليسقط في كومة من التراب، فيقوم بعدها ينفض ثيابه ويكح مرارا لطرد ما علق بجهازه التنفسي. لذلك اكتفينا بما شاهدنا وقررنا العودة إلى البيت، وسط دهشة ابني الصغير من وجود حصان ما، خارج ذاكرته، لا يركض ومتسخ وليس مدللا كخيول التلفاز.