إذا أردت أن تستلقي على قفاك من العجب فدع تلك المهمة للعجب نفسه الذي سيستلقي على وجهك منتصف كل ليلة في تمام الساعة 12 صباحاً، توقيت بث برنامج الجولة على قناة (لاين سبورت)، أتساءل: ماذا لو أن ثورة الفضائيات والاتصالات قد بدأت منذ الستينات، ربما كنا اليوم أكثر هدوءا ولخرج منا القليل من الكلام والكثير من الفعل!

أنت أمام مذيع حصري ونقاد حصريين وصراخ حصري، نعرف في الإعلام أن الصفة الحصرية للخبر العاجل والمثير في شأن ما والذي ينتهي اليوم التالي للحصول على سبق أخبار أخرى، أما أن تأتي بمجموعة رجال متعصبين وتضحك عليهم فهذا حصار لوجهات نظر مكرورة ليس فيها من النقد سوى التهافت.

وليد الفراج إعلامي مهني بما يريد وليس ما لا تقتضيه المهنة، وله ذلك في كل طرحه ولدى ملاك القناة، ولكن لا يملك ذلك في عقولنا إلا العجب الحصري.

برنامج الجولة يذكي التعصب من تمنطق الحياد والادعاء به لفظيا دوما في مفاصل الحديث المتعصب، وهذا هو التذاكي مع انعدام وجود الذكاء نفسه.

وكي لا نلقي الكلام على عواهنه سنتجول في إحدى حلقات البرنامج.

في إحدى الحلقات يخاطب المذيع الفراج أحد منسوبي الأندية الصغيرة (احمدوا ربكم والله لو كان غير الأمير نواف.. لكن الرجل طيب ويحب يرضي الجميع)، هل هذه عبارة مهني إعلامي يستعدي السلطة الرياضية على مواطن ويتحبب لها؟ مع أن الأمير نواف رجل قانون، وفرض القوانين في وسط تهوى فيه الافئدةُ السمسرة، وهل يستطيع أن يقولها لمسؤول أكبر في ناد أكبر؟

مرة أخرى يقول الفراج لرئيس نادي نجران (والله انك ولد حمولة).. هل هذه عبارة مذيع في فضائية أم شيخ قبيلة؟ ومن عجائب النقاد الحصريين فعلى سبيل (الحصري) يأتيك عادل الملحم الذي يود إقناعك أن نادي النصر تحاك له المؤامرات في أصقاع الأرض، لأنه عالمي ويريد الملحم من الشعب إسقاط الهلال!

وزميله "الأحصر" عادل التويجري الذي يستميت ليقنعك أن "الناس الهلالية أكثر ناس بالسعودية".

للأمانة لا ينكر المشاهد الحصري في الاستراحات أن المذيع الحصري يتميلح بلا لزوم ويضحك بلا لزوم ويلقي "القفشات" التي يقصد بها نقاده ويضحك وحيدا عليها.

ولكن حذار من استفزاز المذيع الحصري، لأنه قال لواحد من نقاده الحصريين (هذا شغلي ولا أحد يتدخل فيه)

شغل حصري وأنا بصراحة محاصر!