إيران ليست دولة مزعجة، تمارس الاستفزاز، وتنتهج التدخل، وتفرض الوصاية على شيعة الخليج، كما تقول الدبلوماسية الخليجية في بياناتها.. الأمر أخطر من ذلك بكثير.. إيران دولة ثورية ذات أطماع كبيرة تسعى للهيمنة على الخليج بالكامل، بما في ذلك المشاعر المقدسة..

سلوك عدواني وأطماع توسعية صريحة.. سواء بصورة مباشرة.. أم عن طريق ميليشياتها وجواسيسها المندسين، في معسكراتها، تلك التي استهلكت موارد الشعب الإيراني على مدى السنوات الماضية..

هاجس الهيمنة يسيطر على العقلية الإيرانية المتشددة، هم يرون أن لهم الحق في ذلك.. لكن التحرك الفعلي ـ وهذه قراءتي الشخصية ـ لن يتم إلا بعد إنجاز مشروعها النووي، الذي يسير هذه الأيام بسرعة كبيرة، استغلالا للظروف التي تمر بها المنطقة.. فمن الذي يجرؤ وقتذاك على مواجهة دولة نووية؟

قبل يومين خرج بيان دول مجلس التعاون الخليجي مطالبا مجلس الأمن بحماية دوله من التدخلات الإيرانية. كما دعا البيان المجتمع الدولي إلى اتخاذ ما يلزم من إجراءات لوقف التدخلات والاستفزازات التي تسعى لإشعال الفتن والتخريب داخل دول المجلس، رغم كل النوايا الطيبة التي أبدتها دول الخليج.

الوضع خطير، وما اضطرار الدول الخليجية لهذه اللغة في البيان إلا مؤشر على تلك الخطورة، فممارسات إيران أصبحت لا تطاق. مع العلم أن دول مجلس التعاون كان بإمكانها أن تقول لإيران بشكل مباشر إن باستطاعتنا أن نعزف على وتر"عربستان" المنسية.. الأحواز.. الدولة العربية التي ترزح تحت الاحتلال الإيراني اليوم.. وكان باستطاعتها أن تهدد بفتح ملف المذابح الكبيرة التي ترتكبها قوات النظام الإيراني بحق أشقائنا السنة.. تلك التي يصفها البعض بأنها حرب إبادة عنصرية! ولكن، ولأن دول الخليج تحترم المواثيق الدولية التي تنص على حسن الجوار، فإنها لم تُجار إيران في عربدتها السياسية.