كشفت حلقة "واجه الصحافة" مع "الحر"/ "داوود الشريان"، في قناة "العربية"، يوم الجمعة/ ليلة السبت الماضي، عن تدني مستوى وعينا الحقوقي نحن المواطنين ـ كيف تكتب بالتنوين المنون يا مجانين المدرسة؟! ـ تجسد في المتحدثة باسم المعلمات المتظلمات من التفرقة العنصرية في الرواتب الأستاذة/ "منى العبدالعزيز"، ومحامٍ "ماشافشي حاقة"! فيما كشفت المواجهة، في الجزء المملوء، عن وعي متقدم جداً بمعنى المسؤولية، وأمانة المنصب، يحمله سعادة مدير عام الشؤون الإدارية والمالية بوزارة التربية والتعليم/ "صالح الحميدي" وهو ـ من فضل الله عليه وعلى الناس ـ لم "يتدكتر" لاحقيقةً ، ولا "مسياراً"، ولا "مسفاراً"، ولا "مزواراً"! فقدم نفسه خلافاً للنظرة السائدة البائسة، المترسخة في الذهنية الجمعية بأن المسؤول الحقيقي هو: "الثعلب" المكار الرمادي، الذي يقول لك كل شيء، ولا يقول شيئاً، وتنتهي الحلقة وقد "فات فات، وفي بطنه كل الملفات"! فكان واضحاً وضوحاً مثيراً للعواصف والأمطار، وهو يقول: نعم.. ما حدث ظلم فادح لمئات الألوف من المعلمات، ولكن الحل ليس بيد الوزارة، ومع ذلك خاطبت الجهات المسؤولة، صاحبة القرار، باسم المعلمات المتضررات، وقدمت تقاريرها وتوصياتها بالحلول، ولم يرد عليها أحد! فعلى المتضررات الاتجاه مباشرة إلى تلك الجهات!


وأصل المشكلة ـ كما وضحه "الحميدي" ـ كان نتيجةً فادحة لافتتاح آلاف المدارس، دون استحداث وظائف تعليمية تسد حاجتها! وهو ما يؤكد أن النظرة للفساد لا بد أن تكون شاملةً للسياق الاجتماعي والتاريخي، دون إدانة أشخاص بأعينهم، أو خوضٍ سطحي ضحل في الذمم والنوايا! فقد يحدث الفساد لقصرٍ في النظرة التخطيطية مع حسن النية، يضطرك لإيجاد "أنصاف حلول" سريعة، قد تؤدي بدورها إلى ظلم الكثيرين، وهضم حقوقهم، كما هي فكرة بند "105"، الذي جاء اجتهاداً اضطرارياً في أعلى مستويات حسن النية؛ كما فعل "الدب" مع صديقه، حين وقعت على أنفه "ذبابةٌ" وهو نائم! فماذا يفعل "دبدوب" ليقتلها دون أن يزعج قيلولة صاحبه؟ تناول صخرةً كبيرة وألقاها على "الذبابة" التي طارت في اللحظة المناسبة، لكن صاحبه لم ينزعج بعد ذلك أبداً؛ حتى بتسديد كاميرات "ساهر"!


وفي النهاية أطلقت الأستاذة/ "منى" نداءها الأخير، باسم كل المتضررات إلى من بيده القرار! فماذا كنَّ يفعلن منذ سنتين؟ كنَّ يحاولن تلعيب "الفقمة" على رأسها!