يحسب للزعيم الليبي، معمر القذافي، إن بقي له من اللقب مكان، أنه أثرى قاموس اللغة العربية "بكشكول" إضافي من الأسماء والصفات ومن نوادر المفردات اللغوية بمثل ما أثرى مقاطع – اليوتيوب – في مرحلة الصورة بمسلسل تسلية تستطيع أن تغرق فيها ضحكاً نهاية المساء، مثل حبوب استرخاء مهدئة.

يحسب له أيضاً أنه حول كآبة وقلق المتابعة لأشهر الثورات العربية إلى نكتة ونحن نتابع خطاباته المتلاحقة. حتى في رسائله لم يخرج القذافي عن الخط. باراك حسين أوباما هو (بركة ابن حسين أبوعمامة) ولا أعلم كيف تكيفت ذائقتي بكل سلاسة وانسياب مع الاسم الجديد وكأنه يعود إلى أحد معارفي في بيش أو بيشة. وأكثر من هذا فقد رفع التكلفة والهيبة بهذا التحوير المثير، وكأنني أكاد أرى الرئيس الأميركي الجديد (بركة ابن حسين أبوعمامة) يطرق بابي كي (نتخاوى) في نزهة إلى محايل أو يلفت انتباهي إلى ساكني الخيام والصفيح على حدود قرية جنوبية.

كشف لنا معمر القذافي أن الاسم – اللاتيني – أو الإفرنجي قد أخضع العرب لهيبة مصطنعة مثلما أضاف هالة على الأشخاص بمثل ما زرع الخوف في قلوبنا من مناصبهم وترسانات دولهم الجبارة. تصوروا، وهذه هي الحقيقة التي لا يختلف عليها عاقلان بحجم عقل القذافي، أن اسم (مارجريت تاتشر) هو (مارقة بنت ناشر) وكيف ستنهار الصورة التي ارتعدت لها فرائصي وهي تمر من أمامي ذات يوم في موكب رئاسي بأحد شوارع لندن. هنا كانت ستتحول من عقدة نفسية صنعها الاسم الأعجمي في ذاكرتي إلى مجرد امرأة مألوفة وكأنها من قرية (السرُّة) المجاورة لطفولتي أو في أقصى حالات الغربة والغرابة إلى (أرملة) عصامية من (تيهان) أتواصل معها عبر صديقي اللدود أحمد التيهاني. وببركات القذافي تصوروا لو أن علي الموسى وأحمد التيهاني أقدم الأصدقاء للأخ الفاضل العزيز بركة ابن حسين أبوعمامة، رئيس الولايات المتحدة الأميركية وأنهما أكثر الناس مبرة وإحساناً إلى الأم (مارقة بنت ناشر) رئيسة وزراء بريطانيا السابقة التي عادت بعد التقاعد لمنزلها القديم ما بين – تيهان – وباحة ربيعة. إنه ينزع الكلفة.