كل شيء عندنا نحن العرب يمشي بالبركة، وكل شيء يمشي بالبركة هو في الواقع لا يمشي أصلاً.

حشدت MBC4، جماهير ومواهب وملايين، في برنامجها Arabs Got Talent، وهو النسخة العربية الموجّهه إلى الشرق الأوسط من البرنامج البريطاني Got Talent، لكن القناة جاءت بلجنة تحكيم، ذكّرتني بلجان التصحيح في الثانويات الليلية.

بالله عليكم ما الذي عند نجوى كرم مثلاً حتى تجلس على كرسي وتقيّم مواهب في الرقص والشعر والرسم والاستعراض والباليه، وهي التي لا تتعدّى كونها مغنيّة فوق الجيّدة بـ3 سنتيمترات ونصف.

بالله عليكم مرة ثانية: ما الذي عند عمرو أديب، حتى يوزّع المدائح والآراء غير المتخصصة، وماذا عنده ليُفتي ويحكّم ويقيّم في كل المجالات؟ وهو ليس أكثر من مذيع، أدخله أخوه عماد الدين أديب إلى الأستديو ولم يخرج مع أخيه، ولم يخرج دون أخيه، ولن يخرج لو خرج كل من في الأستديو والقنوات الفضائية.

بالله عليكم مرة ثالثة: ما الذي لدى الشخص الثالث في اللجنة التحكيمية؟ وهو الشخص الذي لا أعرفه، ولا أعرف كيف صار مُحكّماً في الفنون والمواهب، ولا من أين دخل إلى التلفزيون؟ ولا من أين سيخرج؟ ولا أعرف اسمه، ولا أعرف تاريخه، ولا أعرف فيزياءه النووية، ولكنني أعرف أنه أقلّ الثلاثة ثرثرة، وأقلّهم ضحكاً بصوت عال.

فكرة البرنامج جميلة جداً، والمواهب التي تعاقبت على المسرح أغلبها جميلة جداً، لكن لجنة التحكيم ليست جميلة وليست سيئة، لأنها أصلاً ليست لجنة.

من هؤلاء الثلاثة؟