أصبحت النماذج التي يقدمها لاعبون جدد على شبكة الإنترنت مثل "فيس بوك" و"تويتر" و"يوتيوب" و"جوجل" مصدر تهديد لشركات الاتصالات الثابتة التي تعتمد على تقديم الخدمات الصوتية والاتصال بالإنترت، حيث تحولت هذه الخدمات إلى سلع تجارية يقوم فيها التنافس على السعر وحده، في الوقت الذي يقتطع هؤلاء اللاعبون حصصاً من إيرادات قطاع الاتصالات الثابتة.

وهناك 10 ملايين مستخدم ناشط لـ "فيس بوك" في منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا. وفي بلدان كالأردن والإمارات العربية المتحدة ولبنان، يستخدم "فيس بوك" أكثر من 40? من المتصلين بالإنترنت، ولكن هذه الشركات تتمتع ببنية تحتية قوية وقاعدة واسعة من العملاء وقدرات استثمارية تمكنها من المنافسة على تقديم خدمات الجيل المقبل من خدمات الاتصال والتطبيقات المنزلية عبر الإنترنت ولاسيما عبر شبكات النطاق العريض.

وأفاد تقرير صادر عن شركة بوز آند كومباني أن تطبيقات الوسائط المتعددة حلت محل الاتصال العادي البسيط، وأن العملاء صاروا يطلبون خدمات عالية الجودة ومتكاملة مع اتصال شامل يغطي حاجاتهم من الاتصالات والمعلومات والترفيه.

والواقع أن عدد المشتركين بشبكات النطاق العريض (برودباند) يتزايد بثبات وبشكل كبير في بعض الأسواق، علماً أن المشتركين بالبرودباند لا يريدون الإنترنت السريع فقط، بل يريدون أيضاً امتلاك القدرة على تشغيل تطبيقات الوسائط المتعددة والخدمات ذات القيمة المضافة. وتشير التوقعات إلى أنه سيكون هناك 22 مليون اتصال ثابت بشبكات الاتصال العريض في منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا بحلول عام 2014، الأمر الذي يمثل انتشارا نسبته 32 % على مستوى الأسر.

ويقول المدير في بوز أند كومباني هادي رعد: "يساهم البروز السريع لأجهزة رقمية متزايدة القوة في تطوّر المستهلكين في العالم، بما في ذلك في منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا، الأمر الذي يولّد تحولا كبيرا في سلوكيات المستهلكين نحو اعتماد المحتوى الرقمي".

وتشير التوقعات إلى أن أكثر من 35 % من اتصالات النطاق العريض ستتجاوز 10 ميجابت في الثانية بحلول عام 2012. وقد أصبح التفاعل بين تطبيقات الفيديو والترفيه ضرورياً. وتدرك شركات الاتصالات أن مجال المحتوى والتطبيقات هو مصدر لنمو الإيرادات المستقبلية. وستواصل تطبيقات الوسائط المتعددة زيادة إيرادات النطاق العريض عبر المحتوى الرقمي، وقد يتحول البث التلفزيوني عبر الإنترنت إلى أحد التطبيقات الأساسية في الجيل المقبل من المنازل، على الرغم من الانتشار الواسع للقرصنة وقنوات التلفزيون المجانية في منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا.

ويعلق رعد على ذلك بقوله: "يمكن أن يحقق الفيديو حسب الطلب نجاحا هائلا في المنطقة، بالنظر إلى شعبية متاجر تأجير أقراص الدي في دي وقلة صالات السينما في بلدان معينة كالمملكة. وتشير التوقعات إلى أن نحو 10 % من النطاق العريض في المنطقة ستتضمن البث التلفزيوني عبر الإنترنت في السنوات القليلة المقبلة".

وقد تبرز الألعاب عبر الإنترنت كفرصة للنمو القوي في منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا على الرغم من قرصنة البرمجيات. وتُعتبر هذه النزعة متوقعة بسبب كثرة الشباب في المنطقة: 72 % من سكان منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا هم دون الخامسة والثلاثين.