دعت الدورة الحادية والعشرون للمجلس الأعلى العالمي للمساجد برئاسة مفتي عام المملكة، رئيس المجلس التأسيسي لرابطة العالم الإسلامي الشيخ عبدالعزيز بن عبدالله آل الشيخ أمس منظمة اليونسكو لاتخاذ التدابير اللازمة للمحافظة على المسجد الأقصى وفقا لاتفاقية لاهاي عام 1954 التي تضمنت وجوب حماية دور العبادة في زمن الحرب وفترة الاحتلال.

واستنكر ما تتعرض له بعض المساجد في عدد من الدول من اعتداءات وانتهاكات لحرمتها، ومن تلك الاعتداءات الإسرائيلية على عدد من المساجد في فلسطين بالهدم والإحراق كما حدث للمسجد الإبراهيمي في مدينة الخليل ومسجد بلال بن رباح في مدينة بيت لحم.

وندد بالاعتداءات التي تتعرض لها المساجد في العراق وما يحدث في بعض دول أوروبا من إغلاق لبعض المساجد ومنع بناء أخرى، وقيام متطرفين بالاعتداء على المساجد وتدنيسها.

وعبر عن استيائه من الحملة المناهضة لبناء المآذن في سويسرا مما يمثل انتهاكا لحقوق المسلمين ويعارض التزامات سويسرا الدولية في مجال حقوق الإنسان وحرية التعبير والاعتقاد.

وأوصى الرابطة بمطالبة هيئة الأمم المتحدة ومنظمات حقوق الإنسان بمتابعة ما يجري في فلسطين من مخالفة للقوانين الدولية لضمان عدم العدوان على المساجد، ودعوة الدول الإسلامية لبذل مساعيها لحماية المساجد في فلسطين والعراق وغيرها من الدول والسعي لدى حكومة سويسرا لإيقاف استصدار قانون بحظر بناء المآذن، وتقديم المساعدة المادية والمعنوية للأقليات المسلمة في سويسرا لدعم قضيتهم المقدمة للمحاكم بهذا الخصوص. وعبر المجلس عن قلق المسلمين لما يدور في بعض الدول من توجه لاستصدار تشريع يحظر الحجاب في المدارس والأماكن العامة والدوائر الحكومية.

وأكد على ما تضمنته المواثيق والأعراف الدولية من احترام حقوق الإنسان وخاصة ما يتصل بالحقوق الدينية وفقا لما هو منصوص عليه في قانون الحريات الدينية الوارد في الميثاق الدولي للحقوق المدنية والسياسية. وكذا في الاتفاقية الأوروبية لحقوق الإنسان. وفيما يتعلق بالأقليات المسلمة في العالم. داعيا المجلس حكومات الدول الإسلامية إلى بذل مساعيها في اللقاءات مع مسؤولي الدول التي تعيش فيها أقليات مسلمة للاهتمام بقضاياهم بما يؤدي إلى تحسين أوضاعهم واحترام مشاعرهم ومنحهم الحريات لممارسة حقوقهم الدينية والاجتماعية والثقافية والسياسية على قدم المساواة مع بقية المواطنين.

ودعا المنظمات والهيئات الإسلامية والإغاثية إلى تقديم المزيد من الدعم المادي والمعنوي للأقليات المسلمة لتحسين أحوال المسلمين والحفاظ على هويتهم الدينية والثقافية والعمل على بناء المزيد من المراكز والمساجد والمدارس في مناطقهم.

ودعا المجلس العلماء والدعاة والكتاب والباحثين إلى العمل على تحصين الناشئة ضد الفلسفات والمناهج التي تسيء إلى الإسلام والمسلمين وكشف الأساليب الماكرة للغزو الفكري والثقافي الذي يهدف إلى زعزعة العقيدة الإسلامية في نفوس المسلمين.

وطالب وزارات التربية والتعليم بإعداد المعلمين الأكفاء إعدادا تربويا وعلميا يؤهلهم لتأدية رسالتهم في إصلاح الناشئة وتربيتهم على الأخلاق الفاضلة والاستفادة من المناسبات التاريخية في تنمية الروح الدينية لديهم من خلال موازنتها بالواقع الذي يعيشه كثير من المسلمين اليوم.

وحث وزارات الإعلام في الدول الإسلامية على توجيه الإعلام إلى الإسهام في ترسيخ عقيدة التوحيد وتعاليم الإسلام وآدابه وفق ما في الكتاب والسنة، وما سار عليه سلف الأمة الصالح وأن يلقي الضوء على قضايا المسلمين المعاصرة والتحديات التي تواجه الإسلام والمسلمين والرد على الأفكار الهدامة.

وكانت الدورة الحادية والعشرون للمجلس الأعلى العالمي للمساجد قد عقدت أمس. وذلك بمقر الرابطة في مكة المكرمة برئاسة مفتي عام المملكة، وبحضور الأمين العام للرابطة الدكتور عبدالله بن عبدالمحسن التركي وأعضاء المجلس.

وأثنى المفتي في كلمته في بداية الدورة على أعضاء المجلس، مشيدا بمنجزاتهم في الدورات العشرين السابقة.

وألقى الأمين العام للرابطة كلمة شكر فيها أعضاء المجلس لمشاركتهم في مؤتمر "رابطة العالم الإسلامي.. الواقع واستشراف المستقبل" الذي عقدته الرابطة برعاية خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز في الفترة من 19 إلى 21 /8 /1431.

وفي الجلسة تحدث أعضاء الجلسة مبرزين جهود المملكة في تعمير المساجد في العالم وإعمارها واهتمامها بالمراكز الإسلامية ودعمها، مقدمين شكرهم وتقديرهم للمملكة بقيادة خادم الحرمين الشريفين، وولي العهد الأمين، والنائب الثاني، على ما يقدمونه من خدمة للإسلام والمسلمين. بعد ذلك ناقش أعضاء المجلس الموضوعات والقضايا المدرجة في جدول أعماله.


توصيات المجلس الأعلى للمساجد


•استنكار أعمال الحفر والهدم التي تنفذها إسرائيل تحت المسجد الأقصى.

• دعوة الدول الإسلامية إلى تطبيق الشريعة الإسلامية في شؤون حياتها.

• وضع خطة للتعاون بين الدول الإسلامية مستمدة من التشريع الإسلامي.

• مطالبة مجلس الأمن وهيئة الأمم المتحدة بحماية المسجد المبارك والأراضي والأوقاف التابعة له.

• المطالبة بتنفيذ القرارات الصادرة بوقف إسرائيل أعمال الحفر في المواقع الدينية والتاريخية والثقافية.