عند إجراء اللقاءات الإعلامية مع بعض الممثلين والممثلات لا تخلو الإجابات في فحوى الحوار من كلمة (الفن رسالة) بوصفه وسيلة يضاف للوسيلة الإعلامية المستخدمة لمناقشة مختلف القضايا في شتى المجالات ويحظى بجمهور شديد الإدمان.
وسؤالي يقول: ما هي الرسالة التي تريد أن توصلها جمانة مراد للمشاهدين في مسلسل (مطلوب رجال) وحسناواتها في المشغل النسائي الذي يتقاطر عريا وخزيا؟.. هل مازالت الفنانة السورية بحاجة للكشف عن المزيد من المفاتن الأنثوية لتكسب أدوارا أخرى في أفلام ومسلسلات مماثلة؟ أم إن المقصد تشويه صورة العاصمة الجميلة دبي؟ أم إن ذلك حقا واقع المغتربات العربيات عندما يكن بعيدات عن عين الرقيب العائلي؟
إذا كانت الممثلة الجميلة بفعل المكياج تؤدي دور الفاتنة اللعوب على الفراش مع الممثل القدير الفحل فما هي الرسالة؟ وإذا كان (ستاندر) اللباس في المسلسل هو البرمودا وبجامات النوم التي تقرأ كافة تفاصيل خلقة الرحمن فما هي الرسالة؟ وإذا كانت الحسناء قد خرجت لتوها من دورة المياه ترتدي (الروب) وبدأت تدعك ساقيها بمرطب البشرة وقد بان نهر دجلة في منطقة الصدر فما هي الرسالة؟
للأسف الشديد بعض المنتجين وليس الغالبية لا يختلفون تماماً عن مروجي المخدرات في الهدف حيث لا يبالون بالنتائج وإنما يسعون للربح المادي على حساب القيم والمسؤولية الاجتماعية بل ويتاجرون بها، أما مقولة الجمهور (عاوز كذا) فلا يرددها إلا المنتج المفلس ويقنع بها المشاهد التعيس.
بحسب وسائل إعلام تؤكد جمانة مراد أن مسلسلها يناقش قضايا المواطن العربي من مختلف الجنسيات والأعمار ويكسر احتكار الدراما التركية للأعمال الطويلة.. ألم تعلم التي وقعت على شكلها أن الأتراك يرفضون خروج الممثلين وهم يمارسون عادة التدخين رغم أن ثقافتهم تستوعب أكثر من ذلك؟
على السيدة الأربعينية الشمحوطة أن تكف عن المتاجرة بمفاتنها وسوف يتحقق مرادها الدرامي برجل كصلابة أبو شهاب زعيم باب الحارة إذا كان المطلوب رجلا، والحال كذلك ينطبق على بقية السيدات في المسلسل من تونس ومصر والعراق وسورية، فقط عليهن الكسب الحلال في غربتهن وبعد عودتهن سيجدن رجالا استطاعوا دخول التاريخ بفعل الثورات الشعبية التي أسقطت أنظمة.. وهم بطبيعة الحال ليسوا عاجزين عن تبني النساء واحتوائهن ماديا وعاطفيا وبعد ذلك يأتي العمل الفني ليقدم رسالة لا أن يكون شماعة.