انضم فريق الهلال السعودي إلى جانب فرق أكبر الدوريات العالمية ممثلة في كل من بروسيا دورتموند (ألمانيا), برشلونة (إسبانيا), إي سي ميلان (إيطاليا), ليل (فرنسا), مانشستر يونايتد (إنجلترا).. بإحراز لقب الدوري قبل نهايته بأسابيع, مما ينم عن فارق شاسع بين هؤلاء الأبطال عن سواهم من الفرق المنافسة في هذه البلدان.

ويهمنا ـ هنا ـ بطل الدوري السعودي الذي يهيمن للعام الثاني على التوالي على أقوى مسابقة كروية سعودية عن جدارة واستحقاق وتأكيد لا يحتمل أي شك, وسنستعرض في السطور التالية الأسباب التي على أساسها تمكن البطل الهلالي من حسم مشوار تنافسي طيلة موسم أقل ما يقال عنه أنه موسم مثير إلى حد كبير..

الهلال حسم أمره وبطريقته هو وليس بحسب قوة أو استعداد هذا الفريق أو ذاك مع كامل احترامي وتقديري لرغبات تلك الفرق المنافسة وتاريخها وبصماتها في هذه المسابقة, شأنه شأن الفرق الكبيرة الواثقة بقدراتها وإمكاناتها ونجومها, وهذا الـ(ستايل) الخاص من الفريق الأزرق مكنه وسيمكنه على الدوام من حسم أي بطولة سيشارك فيها في هذه الفترة أو الزمن الذي يحسن أن نطلق عليه (زمن الهلال) فقط.

والهلال وهو يقدم هذه (الروشتة) المجانية لبقية المنافسين على المستوى المحلي يحكمه التزام وانضباط مع الواجب الملقى على كل عنصر وكادر بالنادي قلما نجد له نظيرا في أسوار بقية الأندية السعودية أجزم أن من أوجده وأسس له وللأمانة أقول إنه الرئيس الأسبق الأمير عبدالله بن مساعد الذي يفضل (عصرنة) ناديه على غرار الأندية المتطورة عالمياً، وهو حق مشروع لهذا الخبير وغيره من عشاق الأندية السعودية الأخرى بشرط أن تعمل وتجتهد بجد ومثابرة على أرض الواقع وليس الاكتفاء بالفرقعات الإعلامية كما نرى ونسمع ونقرأ؟!

وهذا الالتزام والانضباط الذي أصبح سلوكاً وعادة يتشبث بها كل مكونات هذا النادي العريق ساعدته في الواقع على التميز والتألق وأكثر من ذلك الاستمرارية كناد أولاً ثم كفريق كروي ثانياً, ولا شك أن هناك دلالة أصيلة تجمع الأمرين وهو تناغم مهم وفاعل في رؤية تكوين فريق بطل!

إن من الأشياء الحقيقية على الأرض التي تحسب لصالح فرق عمل نادي الهلال من أجل الفريق الكروي الأول ومساعدته على التميز شبه المستمر في العشرية الأخيرة على وجه التحديد, هي جملة أمور ليست بالمعجزة ولا السر المبهم لدرجة أنه يحتاج إلى مستشارين يفسرون بواطنه وخباياه, المسألة ـ برأيي ـ لا تعدو كونها أسلوب عمل منظما, وتكاملا حقيقيا بين فرق العمل والممثلين لها, ومجلس إدارة مؤمن بقدرات هذه الفرق، ويوفر لها كل الأجواء التي تساعد على تحقيق المكتسبات على المستوى التنظيمي والفني, ويعمل المجلس على الاجتهاد في عملية الاختيارات للكوادر التي تعمل مع هذا الجهاز وذاك, وتسعى كذلك إلى رصد وتقييم عمل هذه الفرق بين وقت وآخر, والعمل أيضا على معالجات سريعة لبعض ما قد يعترض سبيل الفريق من وقت إلى آخر وقبل أن تستفحل الأمور ومن ثم لا يمكن حينها السيطرة على تداعياتها السلبية كما يحدث في الفرق النظيرة بالمنافسات السعودية تحديداً.

وأركز هنا على ميزة صاحبت العمل بنادي الهلال ألا وهي ميزة الاستقرار الإداري والفني ما أعطى قوة وتماسكاً للحمة الفريق الكروي الأول وبقية المراحل السنية الكروية بالنادي لأن ثقافة الفوز التي باتت سمة للفريق البطل في السنوات الأخيرة تنعكس إيجاباً على بقية الفرق الكروية بالنادي, ويحدث هناك تناغم وتماثل ومحاكاة طبيعية بين لاعبي الفريق الأول والمراحل الأخرى وبشكل سلس لا يحتاج إلى ضجيج أو عمليات استثارة.

بطولة جديدة, لكن البطل ليس جديدا, وتصدر معتاد للدوري ومؤشرات بالاستمرار على الهيمنة على أقوى المسابقات الكروية السعودية.

إنه زمن فريق واحد لونه بلون السماء وإضاءاته تجاري النيازك الحارقة.