"القاهرة في قلب دمشق وقلب دمشق في القاهرة" هي الجملة الافتتاحية التي تلخص بها الكاتبة السورية مريم محيي الدين الملا روايتها الجديدة "حدائق النار" التي تدور أحداثها بالكامل بين عامي 1952 و1957 قبل وأثناء فترة الوحدة المصرية السورية. وأطلقت الكاتبة روايتها الجديدة التي تقع في 240 صفحة من القطع المتوسط مساء أمس في "بيت الشاعر" بحي الجمالية في القاهرة القديمة بحفل توقيع حضره عدد من النقاد والإعلاميين لمناقشة الرواية التي أصدرتها الكاتبة على نفقتها الخاصة على غرار كل رواياتها وكتبها السابقة.

وقالت الكاتبة السورية إن روايتها تدور حول العلاقة المصرية السورية­ وخاصة الشعبية منها­ في فترة الوحدة مشيرة إلى أن الرواية بدأ تحويلها بالفعل لنص درامي بهدف تحويلها إلى مسلسل تليفزيوني يتولى كتابة السيناريو له زهير الشلبي.

وأضافت أن كاتب السيناريو انتهى من كتابة الحلقتين الأولى والثانية بالفعل، وأنه تم عرض العمل على الجهات الإنتاجية الحكومية في مصر وسوريا، وينتظر أن يتم تنفيذ العمل الذي يرصد الجوانب الإنسانية والمجتمعية للبشر تأثرا بالسياسة التي كانت الشغل الشاغل للمجتمعين المصري والسوري في تلك الفترة.

وتدور أحداث الرواية في أحياء دمشق لتلمس عادات وطباع ومشاكل المجتمع والأفراد وصولا إلى الأجواء النفسية والسياسية التي تـظهـر في العمق مسألة المد العربي القومي في تلك الفترة.

وتستعرض فصول الرواية مرحلة تحولية هامة كانت هي الأرضية التي بنيت عليها وحدة الشعبين في سوريا ومصر أيام الزعيمين شكري القوتلي وجمال عبدالناصر، كما تستعرض الترافق والتداخل بين ما يجري في البيوت والحواري والمقاهي من تفاعلات وحوارات بين الأشخاص الذين يمثلون كافة أطياف المجتمع والتي تتعلق بحياتهم العادية وما بين ما يجري على الساحة السياسية الداخلية والإقليمية، بينما كانت حوارات البيوت والمقاهي الشائعة في قلب دمشق حلبة سياسية يتصدرها الاهتمام بالسياسة المصرية والإيمان بقيادتها.

وتضم "حدائق النار" رؤية واضحة وفاعلة لشخصية الرئيس الراحل جمال عبد الناصر من خلال تفاعل الناس معها دون حضور مباشر منها من خلال ما يحس به أشخاص الرواية تجاه شخصية سورية بدأت تأخذ طريقها نحو القمة هي شخصية الضابط عدنان المالكي الذي اختطفته يد الاغتيال.

ويربط الحدث الهام والأساسي في الرواية والمتمثل في اغتيال الضابط عدنان المالكي بمحاولة اغتيال المد الشعبي القومي في تلك الفترة، وكذا اغتيال حب الفتاة الدمشقية ميادة توطئة لاغتيال العشق الكبير للوحدة في السنوات التي تلت.