بدأ قبل عدة أيام موسم باحورة الصيف "القيظ" والمسمى فلكياً "بصبّاغ اللون" أو ما يطلق عليه عامة الناس "طباخ التمر" على مناطق الوسطى والشرقية والشمالية من المملكة، مما يزيد اصطباغ البلح بلونه الأصفر أو الأحمر، ومنها نخيل حلوة الجوف التي بدأت بالإحمرار، وهي تنتظر مهرجانها بفارغ الصبر، الذي وجه به أخيراً أمير منطقة الجوف الأمير فهد بن بدر بن عبدالعزيز في ديسمبر 2009 ليقام بمحافظة دومة الجندل بمنطقة الجوف، إلا أنه لم تتضح معالمه أو آليته أو مكان العرض وطريقته حتى الآن، رغم ضيق الوقت وقرب جني محصول التمور.

ويتميز موسم "طباخ التمر" باشتداد حرارة الشمس وشدة سطوعها وبانحباس حركة الريح التي تساهم في ارتفاع درجة الحرارة إلى معدل لا يطيقه الكثيرون، وتستفيد منه ثمرة النخيل في اكتساب لونها.

ويؤكد الفلكي الدكتور خالد الزعاق، أن المملكة من أكثر المناطق حرارة في العالم، وأن سبب ذلك هو طول نهارها الصيفي، لأن طول النهار يعوّض نقص الإشعاع الذي يصلنا نتيجة ميل الشمس.

وأشار إلى أن اصطباغ اللون لثمرة النخيل لن يكتفي بما فعله في الأيام الماضية، إذ يرجح أن ترتفع درجات الحرارة في المملكة إلى أكثر مما هي عليه بحيث تكون 48 درجة مئوية في الظل و60 درجة في العراء على الأسطح البيضاء، و70 درجة على الأسطح السوداء، قبل أن يدخل نجم سهيل، في منتصف أغسطس الجاري أو شهر "آب" الذي قال عنه كبار السن "آب أوله يذوب المسمار بالباب، وأوسطه يطيح التمر بالمرطاب، وآخره يفتح للشتاء باب".

ويستعد متعاملون في أسواق التمور لموسم إنتاج "حلوة الجوف"، الذي يأمل أن يكون متزامناً مع شهر رمضان المبارك لعرض كميات إنتاجهم بالسوق، حيث يصل إنتاج رطب الحلو الذي يسمى "المنقذ" إلى منطقة المدينة المنورة ومكة المكرمة ومدينة الطائف وحائل وتبوك والحدود الشمالية والقصيم.

من جانبه، قال مدير عام الزراعة بمنطقة الجوف المهندس فهد بن طعم الله الدرباس لـ"الوطن" إنه يوجد في منطقة الجوف أكثر من 600 ألف نخلة، تنتج 30 ألف طن من أشهرها "الحلوة" والحسنية وكسبة المدق وبويضة خدماء. وأشار إلى أن أشهر أنواع النخيل بالجوف هي "حلوة الجوف" التي تعد من أشهر أنواع التمور في منطقة الجوف، إذا لم يكن في شمال السعودية عامة، حيث تتميز بحلاوتها وكثرة الدبس فيها، ولاحتوائها على نسبة كبيرة من الفيتامينات وسهولة هضمها، إضافة لما فيها من فوائد صحية كثيرة.