الصديق والزميل "العكاظي" خلف الحربي قرر الكتابة عن نانسي عجرم و"لحوم الشرق الأوسط البيضاء" خاصة أن طشت غسيلها وحد الأمة العربية كما يقول، ولهذا قررت الكتابة عن عالم الحشرات والحيوان في حياة إنسان الشرق الأوسط، لأنه بدا لي أنها سبب أزماته وحروبه وتخلفه العلمي والصناعي والاجتماعي.

البداية من القملة وما أدراكم ما القملة!؟ يقول المثل الجيزاني "قملة في راس أصلع"، وبصراحة "القملة" تستحق أن تكون الشغل الشاغل في مقال اليوم، صحيح أن أمرها مفضوح في "رأس الأصلع" لكن الكتابة عنها أفضل من موضوعات يشخصنها القارئ بحسب تراكماته الثقافية وتوجهاته المؤدلجة وأهدافه أيضا، فلا يتردد في أن يكيل بمكيالين متبعا هواه، ويسقط اتهاماته بمزاجية وازدواجية، لمصادرة مصالح الآخرين التي تقاطعت مع مصلحته، ثم إن الأمة العربية بخير اليوم! ألم تخرج الثورات وتسكب الدماء وتزهق الأرواح لكي يقول العرب قولتهم العظيمة "لا" بعد غفوة سابقة لعقود وقرون! ثم أنا "مالي ومال" الموضوعات الحساسة وقضايا الفساد والمرأة السعودية، و"مالي ومال" المتاجرين ممن يعملون بمبدأ "سوء ظن" ويؤدي عملهم إلى طعن واقتحام ومطاردة، خليني في "القملة" أحسن، فهي أساسا "مفضوحة.. مفضوحة" في رأس الأصلع، ولن يستطيع أحد أن يقول "حليمة" تشهر بـ"القملة" نتيجة "مطاطية التأويل" ومزاجية "القراءة" لدى بعضنا ممن تعلم سوء الظن وشخصنة القضايا، والله يهدي وزارة التربية والتعليم وسامح الله معلميها ومعلماتها منذ ثلاثين سنة، تأثروا بالصحوة ولم يصحوا، وأخرجوا لنا ذائقة قرائية مدرسية "يا إما تكحلها يا تعميها"، أما الوسط فضائع كما في المثل الإنجليزي "عيوب الناس نحفرها على النحاس وفضائلهم نكتبها على الماء"!

المهم، لماذا لا أكتب عن القملة اليوم!؟ ستجنبني الكتابة "البطيخة البيضه" التي "تطلع لي" من بين القراء كلما كتبت مقالا أبيض! ولا مانع من الكتابة عن السوس ونخره بهدوء في أسواقنا حتى تسلل إلى أروقة وزاراتنا الموقرة، وبصراحة "الفساد" ليس بسبب بعض الموظفين، فهم ـ ما شاء الله عليهم ـ ملتزمون بجدية وأمانة أعمالهم، دون "زعيق" أو مزاجية أو "أوفر تايم" وإنما المشكلة في السوس! يتكاثر في الظلام دون أن ندرك أنه يفسد مؤوناتنا المستقبلية، بعدها ربما أكتب عن النمل الأبيض الذي يأكل أساسات بيوتنا وطرقنا ويسهل على شوية مطر هدمها فيما بعد وتكسير الأسفلت، فالنمل الأبيض لدينا بات يأكل الأسفلت والأسمنت بدلا من الخشب ويستلذ بـتناول أساسات "الكباري الجديدة"!

المهم أن عالم الحيوان والحشرات والنبات مليء بالأسرار والقوانين التي سنها الله لها فاتبعتها واهتدت بها، أرجع للـ"قملة" ورجاء لا "يزعل" مني أصحاب "الصلعة" الموقرة، كل ما في الأمر أني أساهم هنا بـ "زحلقة" هذه القملة الفاسدة، لتنعم الرأس بمشاريع زراعة "الشعر"، فما دامت القملة موجودة فلن تخلف سوى الأمراض بتسميم الجسد.

أخيرا، ربما تتذكرون" نمولة بنت نمول النملية " وحكاياتها في أرض العماليق، وما يزال بعضهم يسألني عنها حتى الآن، وأطمئنكم، فهي ما تزال حية تُرزق، لكنها في غيبوبة نتيجة حادثة غرق تعرضت له في كارثة سيول جدة عام 1430م، لكن حالتها مستقرة.. دعواتكم.